موريتانيا.. الأمن و السياسة / إسلمو أحمد سالم

أزمة أمنية كبيرة و احتقان اجتماعي شديد ، و لا حديث إلا عن الجرائم و مطاردات الشرطة و الأسلحة البيضاء  ، و الطعنات و حالات القتل و الاغتصاب ، و غاب وراء كل ذلك ما يحدث من موريتانيا ، سواء كان عملا إيجابي أو سلبيا ، و حتى إن كان ذلك في الملف الأمني و معالجة التجليات .

لا أقول إن الحالة الأمنية غير مخيفة  و تتطلب الكثير من الإجراءات ، و التي قيم بالكثير منها ، و لا يخفى على الرأي العام أن هناك تدخل من جهات تستثمر في هذه الأحداث و تسعى لشيطنة السلطة ، و تنشر الأخبار و الفيديوهات و الصور،  و تزيدها بالشائعات..

لم يكن عهد العشرية عهد أمن مطلق و طمئنينة مطلقة فقد شهد أحداثا بشعة  كثيرة لم تغفل عنها الناس ، فكلم تذكرون : 

- قتل ووتمزيق جسد شيخ مسن ذات ضحوة سنة 2010  في محله التجاري بكرفور ... 

- قتل الفتاة الحامل هدى بنت جدو شنقا  بنواكشوط في شهر فبراير 2012 ...

- اغتصاب و حرق  زينب بنت كابر  في عرفات أواخر عام 2014، على يد ثلاثة مراهقين.

  - قطع رأس و شق بطن الشاب "إسماعيل" في حي الدار البيضاء بالميناء سنة 2014، 

- العثور على جثة الشاب آمدو صو  أكتوبر عام 2014  قرب مقر صناديق القرض والادخار بالميناء ، و قد طعن في القلب..

- قتل التاجرة خدوج بنت عبد المجيد قتلت أمام متجرها في سوق العاصمة سنة 2015 ..

- قتل الفناة افاتيس في سبتمبر عام 2017، بدار النعيم، 

- قتل الأستاذ الجامعي والمحامي الشيخ ولد حرمة الله، وهو في طريقه إلى المسجد، ولم  يعرف قاتله ..

- قتل الفتاة "المامية" طعنا بالسكاكين في نواذيبو

و هذا قليل من كثير ، إضافة إلى أحداث أخرى تمس بالدين و الثوابت ، كتمزيق المصحف   الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،  لكن النظام آنذاك كان يمتلك ظهيرا سياسيا قويا ، ممثلا في حزب لديه ماكنة إعلامية قوية تسوق المنجزات و تضخمها ، و تقلل من شأن الأحداث و تغطي على النواقص و تختلق الطولات..

و لا ينسى الموريتانيون جسر مدريد و المسجد العظيم ، و مئات المنجزات التي لا ترى بالعين المجردة ، و مئات التصريحات البطولية التي تثمن الفراغ ، و كرنفالات البعثات الحزبية التي تجوب البلاد و تكتسح الإعلام.

لا أعتقد أن الواقع الأمني ينبغي أن يتم تغيبه عن المواطنين ، و إن كانت الشائعات سلاحا خطيرا على السلم المجتمعي ، كما لا أعتقد أن السياسيين و المسؤولين الحكوميين ينبغي أن يخادعوا المواطنين بتسويق الوهم و نفخ المنجزات ،  و أعتقد ايضا أن طبيعة التعاطي الهادئ و المدروس و غير المتهور من قمة هرم السلطة يفضل الصدق و الشفافية مع الناس .

أعتقد أن دور الأحزاب الموالية للسلطة ، و خاصة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية هو مواكبة الأحداث و المستجدات ، و تصحيح المغالطات الإعلامية لمثيري الاحتقان،  و نشر أجواء السلم المجتمعي بتحصين الرأي العام أمام التضليل و إثارة الفتنة.  

 إنني أرى ، و معي أغلب المنتسبين للحزب ، أن القيادة الحالية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، و بفعل قلة معروفة تتحكم فيه ،  قد حولت من الذراع السياسي داعم للحكومة إلى مؤسسة خصوصية غاب فيها الدور المنوط،  و اتجهت لتنظيم الملتقيات في قضايا و اهتمامات حسمها الدستور و برنامج رئيس الجمهورية،  و فهي تقوم تنظيم كرنفالات و زيارات للداخل لا يخفى من خلالها غياب الاستشراف و عدم وضوح الرؤية و تهافت الاهداف ، و أخشى أن تكون يفسر  الناس أنها حركات لتبرير نفقات أو جلب لتمويلات ..

أعتقد أن الحزب بحاجة لمراجعة و تنقية بإزاحة اللوبي الذي يسيره لصالحه،  و استبداله بأصحاب كفاءات يبعدونه عن خلق الصراعات و تصفية الحسابات ، و يخلقون منه إطارا سياسيا و ظهيرا إعلاميا مؤتمنا على الوطن و السلطة التنفيذية التي اختارها الشعب باختياره لرئيس الجمهورية.

أحد, 20/06/2021 - 22:20