تعقيبا على تقرير الخبراء الدوليين الذي أثار هلع سكان نواكشوط

إن تقرير مجموعة الخبراء الدوليين الأخير حول تطورات المناخ والانحباس الحراري ليؤكد جليا 
حجم الأخطار المحدقة بنا والجدل الحاصل حول حتمية غرق عاصمتنا الفتية حديثة النشأة 
انواكشوط الحاضنة لنصف سكان البلد. 
مما ولد خوفا ورعبا لدي ساكنة العاصمة منذ زمن طويل. 
سأتعاطي مع الموضوع من زاويتين :
- الزاوية الأولي : هي أن نشأة العاصمة انواكشوط جاءت في ظروف خاصة ومن اللاشيء بعيد الإستقلال، حيث أن المستعمر لم يترك اي اثر لبني تحتية ولا لملامح الحياة في ربوع الوطن عكس 
واقع المستعمرات الفرنسية الأخري المحيطة بنا. 
فكان من الضروري في هكذا ظروف أن تكون عملية تأسيس مدينة انواكشوط وبناء وتشييد بلد 
مدعاة للاستقرار و التركيز في ظل مجتمع بدوي طبعه الترحال. 
فبدافع الغيرة علي الوطن والحرص علي قيام دولة مستقلة تتمتع بكامل السيادة علي أراضيها 
سبيلا في أن نكون أو أن لا نكون. 
وفي خضم الأخذ والرد تم إعلان ميلاد مدينة انواكشوط عاصمة سياسية لموريتانيا في غياب تام 
لمقومات الحياة ولمؤسسات الدولة ولأي مخطط عمراني. 
ما تم مراعاته في التحول في نمط الحياة هو خصوصية المجتمع الموريتاني وضرورة استقراره حضريا ، هكذا كانت ظروف النشأة. 
بالمقابل ستون سنة من قيام الدولة المركزية كانت كفيلة بوضع مخططات عمرانية سليمة وإعادة ضبط الأمور و وضعها في قالبها الصحيح. يؤسس لبناء حضري صلب مع مراعاة الظروف الطبيعية 
والمناخية والبحرية. 
فمدينة انواكشوط تم تشييدها علي مستوي أرضي منخفض أقل من مستوي سطح البحر. 
ربما لأسباب تتعلق بتوزيع القطع الأرضية قبيل استصلاحها أو لأن عملية البناء والتشييد جاءت بمجهود فردي لم يراعي المعايير الفنية العمرانية ( علي قدرك يا موسي  ) .
- الزاوية الثانية :  هي كيفية التصدي لتهديدات الغرق والحيلولة دون الوصول لهكذا وضعية. 
إن التحرك السريع للدولة والحكومة في هذا الشأن أمر ضروري من خلال خطة استعجالية واضحة 
الملامح ستشكل حصن حصين لمدينة انواكشوط علي أسس علمية وفنية و توفير الآليات المناسبة 
لانجاع هذه الخطة في كبح اي خطر قادم. 
عبر إنشاء حزام أخضر وبناء سد رملي واقي وغيرها من مختلف الطرق التقنية. 
لأن تشييد مدينة جديدة كما ذهب البعض خارج الحيز الجغرافي لمدينة انواكشوط مسألة فيها نظر. 
كما أن الإستفادة من تجارب الآخرين في هذا الإطار مسألة ملحة و ضرورية. 
خاصة أن معظم مدن وعواصم العالم شيدت علي شواطئ بحرية وضفاف انهار وبعضها علي يابسة 
محاطة بالمياه من كل جهة والبعض الآخر بني علي أفواه براكين نائمة ومناطق زلازل معلومة المكان 
ظواهر كونية تم التغلب عليها والتعايش معها في ظل صراع ازلي بين الإنسان والطبيعة دون أن 
يحرك ساكنا من عقر داره.
حفظ الله موريتانيا من كل مكروه. 
اباي ولد اداعة.

ثلاثاء, 17/08/2021 - 19:43