المزارعون و قرار إرتفاع سعر السماد

 

راهن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على الزراعة، و أعطاها من الوقت و العناية ما لم تحصل عليه في السابق.
كان مع المزارعين في محنتي موسم الصيف قبل الماضي، حينما عوض لهم عن كل هكتار أكثر من مائة وستون ألف أوقية بعد تعرض محاصلهم للتلف بسبب الأمطار، و كان في الموعد خلال موسم الخريف الماضي بعد تعرض محاصلهم الزراعية للتلف بسبب الآفات الزراعية، فمنح جميع المزارعين السماد مجانا.

سياسات كان لها الأثر الكبير على المزارع و ساهمت في الزيادة الإنتاجية و الاقتراب من الهدف الكبير وهو الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مادة الأرز. 
إفتتح فخامة رئيس الجمهورية الحملة الزراعية لهذا العام تحت شعار كهربة المنطقة الزراعية و دعم فاتورة الكهرباء، وهذا مطلب جميع المزارعين، كان فخامته يحس إحساس المزارع نفسه، وفي كل خطوة يدرك المزارع أن السيد الرئيس مصمم على دعمه و على الرفع من مستويات الإنتاج إلى حين بلوغ هدف الإكتفاء الذاتي.
خطوات جبارة كان لها كبير الأثر، على المزارع وعلى المواطن، مما يتطلب الإستمرار في هذا النهج الصحيح.
لكن تراجع وزارة الزراعة عن هذا النهج، و بدل توفير السماد مجانا بإعتباره إجراء دائم و مستمر لحاجة المزارعين إليه، ولما حقق من نتائج إجابية، و المضي في تخفيف الأعباء على المزارعين كما هو حالهم في جميع أنحاء العالم. عمدت الوزارة إلى رفع فاتورة السماد بأكثر من 40% دون سابق إنذار، ولم تقدم أي تبرير، إجراء كان يحمل في ثناياه إفشال الحملة الزراعية الحالية، والتي نحن بأمس الحاجة إليها في ظل ارتفاع أسعار الغذاء و أسعار النقل عالميا، و مضاعفات جائحة كوفيد 19 السلبية على الاقتصاد المحلي. و يحمل في ثناياه أيضا القضاء على طبقة عريضة من المزارعين.

من المعلوم أن المزارع في البلدان المتقدمة و البلدان السائرة في طريق النمو، محل دعم و عناية و يساعد في جميع مراحل زراعته بتوفير القروض اللازمة والميسرة، و استصلاح الأراضي، و مده بالبذور الجيدة، و السماد الجيد. و شراء محصوله بأسعار السوق.

إن السياسة الزراعية الناجحة، تنطلق من المزارع أولا وتجعله هدفا ووسيلة للوصول إلى مراتب تأمين الغذاء لجميع المواطنين، و توفير عائد مهم من العملة الصعبة، هذا ما أدركه فخامة رئيس الجمهورية فكان مع المزارع داعما و موجها، وهذه الخطوة الأخيرة من وزارة الزراعة يجب أن تكون محل مراجعة و تمحيص وسبر نوايا القائمين عليها. لأنها نشاز و تتعارض مع توجهات فخامة رئيس الجمهورية المعبر عنها بالأفعال قبل الأقوال.
فخامة الرئيس المزارع في ورطة اليوم، وبحاجة ماسة إلى إنتشاله من الإفلاس المحقق، فقد إستثمر في استصلاح الأرض، وبذر الزرع و توظيف اليد العاملة، وهو الآن في مرحلة التسميد، فإما أن يحصل على السماد ويواصل الحملة الزراعية، و إما أن يتكلف خسائر كبيرة قد تقضي على إنتاجيته مستقبلا و يكون رقما في طوابير العاجزين و الفقراء.

د محمد الأمين شريف أحمد.
-

أربعاء, 25/08/2021 - 10:50

إعلانات