القرصنة والسياسة ..والثراء السريع

 

في بلد مثل موريتانيا مازال يتحسس الخطى نحو عالم متغير وسريع ،  تجد فيه مايسمى"النخبة" بلا عناوين سياسية ولا برنامج اقتصادية واجتماعية ( لا إلى اليمين ينتمون ولا الى اليسار يسترشدون ولا الى الوسط يميلون )،الكل يتخبط ديدنه الوحيد هو البحث عن سكة الثراء السريع .
عندما تحاول تفكيك هذه النخبة والبحث عن معالم لهويتها تصاب بالاحباط ، تشاهد:
 اولا :حقل سياسي غريب جدا يعج بصياح  الكثير من القراصنة الذين لا يملكون ولا ينتجون اي مشروع سياسي ، يتحينون دوما الفرص لانقضاض على اي سفينة  تصحيح تحاول الرسو على شطئان الأمان الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي ، قراصنة يقتاتون على مجهودات الآخرين  ويسرقون نجاحاتهم ويحاصرون بأراجيفهم وصياحهم كل من لم يستسلم لببنادقهم وخناجرهم وتهديداتهم، يتصيدون الناس ...و يحاولون دوما اختطاف وطنا بأكمله . 
ونشاهد ثانيا ضعف اداء الحزب الحاكم وركون قياداته لحياة الدعة والرفاهية ، اصبح حزب ردّات افعال ومسايرة خطابات وزيارات، سنتين مضت لم يستطع فيها صناعة هوية لنفسه تتناغم مع تطلعات رئيس الجمهورية وتصوراته ، لم يستطع  فرض القوة والانضباط والوقار على الساحة السياسة رغم الإمكانيات المتوافرة....، لا معارك سياسة تخاض ولا فكرية تدار .
أما ثالثا المعارضة  او المعارضين لم يطوروا شيئا من عملهم السياسي، نفس الأساليب التقليدية ، شن الحروب النفسية لتزييف الواقع أوخلق واقع لا وجود له  بالحديث المتكرر عن الفشل والانهيار و اقترابنا من حافة الهاوية  ،دون إعطاء ملامح ولا ارقام ولا احصاء ولا تواريخ ولا بدائل ...
يبقى ان نقول اخيرا انه في الغابة الكثيفة يتم قطع الأشجار الكبيرة لكي تنموا الأشجار الصغيرة .

عبد الرحمن محمد المهدي

أحد, 19/12/2021 - 18:32