اكبررذيلة تصيب الانسان في حياته هي الغدروالخيانة والتنكرونكران الجميل واقول تصيب الانسان خاصة لانها لاتصيب الحيوان وان كان الانسان بطبعه حيوان الاان الله تبارك وتعالي ميزه بالعقل و التكليف (ومامن دابة في الارض ولاطائريطير بجناحيه الا امم امثالكم مافرطنافي الكتاب من شيئ)صدقالله العظيم والمماثلة التي ذكرها الله تعالي هنا بدل المشابهة تدل علي المطابقة بين الانسان والدواب والطيور في الاحساس والمشاعر وهؤلاءيلدون ويحبون اولادهم ويبحثون لهم عن الاكل والشرب ماداموا عجزين عن توفيرهالانفسم ويخافون ويحبون تماما كمانحب ونكره واعطاهم الله الهامامحل العقل لانه تعالي انتزع من جماجمهم قطعة
. الدماغ التي تمنهم حرية الاختياروالتي منحهاللانسان.
وترك له بموجبها حرية الاختيارليجازيه علي فعل الخير والطاعة ويعاقبه علي المعاصي كمااشار الي ذلك الله تعالي في قوله(اقراباسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق الي ان يقول تعالي لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة الخ)ونظراالي انه تعالي جرد غير الانسان من هذه الناصية التي تعطعي الخيار في التصرف فقد تولي هوجل جلاله قيادتها من ناصيتها الي حيث يريد لها وهوماذكره جل شانه في قوله (ومامن دابة الاهو اخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم) صدق الله العظيم ومعنا ذلك ان من اصيب بهذه الرذائل لايمكن ان يتخلص منها وانماسيظل يتربص بكل من يظهر لهم الصداقة والوفاءالي ان يمكربهم يقول الشاعر
فان تكن الطباع طباع سوء فلاادب يفيد ولااديب وهناك قصة خيالية تعكس وفاء الحيوان ومكر الانسان الغدار مفادها ان حية وانسانا غدارا التقياعند جذع شجرة من اشجار الجنة توفر الماوي والماكل والمشرب فاتفقا علي ان لا يمس احدهماالاخر بسوء لكن الانسان داهمهايومامن الايام بفاس بنية القتل لكنه بدل ذلك اصاب جذع الشجرة مؤثرافيه ولم يصب الحية بسوء فقررت الحية محاربته ولماطلب منها العودة الي الاتفاق رفصت قائلة له كيف اعاودك وهذا اثر فاسك فمات اسفاوندما علي خيانته للعهد وهنا اعكس بيت الشاعر ومن نكد الدنيا علي المرء ان يري
عدوا له ما من صداقته بد
ومن نكد الدنيا علي المرءان يري
صديقاله مامن عداوته بدو
فاكبر مصيبة تقطع عري الصداقة عندما يظهرصديق كان بالامس يتظاهر لك بالوفاء عداوة لاتغتفربدافع من الغيرة اوالحسداوبدافع انتزاع مال اوجاه اوسلطة منك فيومهاسوف يظهر لك سوء طويته ورذالة اصله وفرعه وانطواؤه علي حقد اصيل ولايحيق المكر السيئ الا باهله
الاستاذ محمد كوف الشيخ المصطف العربي