ينعقد المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية في 25 من الشهر الجاري في دورة عادية، وهي مناسبة لتدارس مختلف القضايا السياسية المطروحة، و فرصة للتحضير للاستحقاقات القادمة، و وضع خطط لتعزيز مكانة حزبنا و حضوره، و مواكبته لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، كما تشكل سانحة لقراءة متأنية في مسار الحزب في السنتين الأخيرتين و ما قدمته قيادته الحالية، و مستوى التحديات التي واجهتها في سبيل بناء حزب مؤسسي قوي و متماسك.
لقد استلم الرئيس الحالي قيادة الحزب في ظروف سياسية خاصة و معقدة، و كان عليه أن يعيد ترميم البناء و إعادة التأسيس، على أسس صلبة و راسخة، بعد معاناته من صراع الأجنحة و من القرارات الارتجالية التي عصفت بالحزب و بمؤتمره و سلمته إلى لجنة مؤقتة، تولت إدارته لفترة قصيرة.
و كان لا بد من اختيار شخصية وازنة و قوية تحظى بدعم رئيس الجمهورية و تشكل حلقة وصل بين مختلف الأطراف، فجاء الرئيس الحالي حاملا مشروعا متكاملا، يستمد مشروعيته و مرجعيته من رئيس الجمهورية، محمد و لد الشيخ الغزواني و يستلهم نظرته المتأنية و الحازمة لإدارة الأمور؛ فعمل على بناء مؤسسة حزبية قوية تحرص على تطبيق النصوص القانونية الناظمة للحزب، و تضبط التوازنات السياسية التي يفرضها العمل الحزبي، فأعاد ترتيب البيت الداخلي و استطاع بحنكة السياسي و لمسة المهندس القضاء على كل الصرعات و التباينات؛ فاختفت اللوبيات و الولاءات الضيقة، و انتظم الجميع في بوتقة حزبية واحدة.
و في ظل أزمة صحية خطيرة ألقت بظلالها على مختلف الصعد و استدعت تعليق الكثير من الأنشطة الحزبية، و توجيه الاهتمام إلى سبل مكافحة الجائحة، بادرت قيادة الحزب بعقد اجتماعات مع مختلف الأحزاب السياسية و تم توحيد جهود الجميع في مواجهة الجائحة، و قام الحزب بالعديد من حملات التوعية و التحسيس لمكافحة الوباء، و قدم العديد من المساعدات و التحم مع الشعب و طبقاته الهشة.
و على المستوى السياسي ظل الحزب مواكبا لعمل الحكومة حريصا على تنفيذ تعهدات فخامة رئيس الجمهورية، واقفا في وجه كل حملات الشعبوية و العدمية التي عانت و تعاني منها الحياة السياسية، بفعل انتشار خطاب التثبيط و التشويه و قلب الحقائق بدوافع سياسية و كيدية.
و تماشيا مع إرادة رئيس الجمهورية في خلق ظروف سياسية يطبعها الهدوء و التوازن في العلاقة بمختلف الطيف السياسي الموالي و المعارض، حرص الحزب على دعوة الأطراف السياسية لإطلاق تشاور وطني شامل لا يستثني قضية و لا يقصي طرفا؛ يناقش القضايا الوطنية الكبرى و يقدم لها حلولا، و ستكون نتائجه محل رعاية و تطبيق.
و مع أن العمل الحزبي صعب و معقد و يحتاج لكثير من الجهد و العمل و طول النفس، و لن يسلم ممارسه من هنات و قصور، إلا أن قيادة الحزب بتخطيط و توجيه من الرئيس سيد محمد الطالب أعمر قامت بما يمكنها من حسن إدارة و بعد نظر، و عبرت بالحزب إلا بر الأمان، و تجاوزت به مطبات كبيرة كادت أن تودي به و بمستقبله، كأهم و أكبر حزب سياسي في البلد.
و ستكون دورة المجلس الوطني المنتظرة مناسبة لتدارس مختلف التحديات، و التغلب على النواقص، و فرصة للتحضير المحكم للاستحقاقات القادمة.
و كلي ثقة بأن قيادة الحزب الحالية متمثلة في الرئيس المهندس سيد محمد و لد الطالب أعمر لديها من الخبرة و التجربة، و الصدق مع رئيس الجمهورية و مع مختلف مناضلي الحزب ما يخولها لقيادة القاطرة السياسية لحزبنا ، و تحضيره بشكل جيد لتجاوز التحديات، و كسب مختلف الرهانات.
سيد محمد ولد ابهادي
كاتب و ناشط سياسي