شركة صوملك مسار آخر

تصحو من النوم وميزانيتك لا تتجاوز أربعون الف أوقية ، يكون في برنامجك ليوم السبت :
صباحا شراء بعد لوازم الدار ودفع فاتورة الكهرباء واستبقاء بعد الدكديك لعطلة الأسبوع ،  على الغداء دعوة للأصحاب لتناول وجبة السمك والأرز  ، بعد العصر زيارة للعمة، بعد المغرب زيارة للوالدة وبعدها سهرة مع أحد المعارف المهمين ...
بدأت برنامجي وخرجت صباحا لممارسة الرياضة اتصلت على أصدقائي لتذكيرهم بمارو  والحوت على الغداء اليوم لا تنساو في انتظاركم، مررت على السوق واشتريت بعد الحاجيات المنزلية ( أرز ، سمك ، زيت، لبن وحفاظات أطفال وبعض الشوكولا ...) بعد رحلة السوق ، تبقى في جيبي ثمانية عشر الف أوقية وانتظرت حتى تشير الساعة العاشرة، فأسرعت  الى اقرب فرع لشركة الكهرباء لتسديد فاتورتي المتأخرة وهنا بدأت قصتي :
دخلت على الفرع أعطيتهم فاتورة كهرباء ماضية كانت في سيارتي ، فأخذت المسؤولة الفاتورة ونقلت منها رقم التسلسلي لإشتراكي في الخدمة وادخلته الجهاز ، فقالت : عليك واحد وعشرون الف أوقية قديمة ، فأدخلت يدي في جيبي وأخرجت خمسة عشر الف أوقية و استبقيت ثلاثة الاف لنفسي، فقالت :لا من الأفضل ان تدفع مبلغ اكبر ، فإذا تركت دينا عليك يفوق أربعة الاف سوف تتعرض لخطر قطع خدمة الكهرباء ، فأجبتها : ليس في محفظتي حاليا غير ثمانية عشر  الف وإذا دفعتها فسأخرج من عندكم بجيب فارغة...وذاك ماه معلوم في العيال...بعد التفكير هنيهة أعطيتها الثمانية عشر وطلبت منها تسجيل رقم هاتفي في الجهاز لكي أستفيد من خدمة إرسال فاتورتي على الهاتف بواسطة رسالية نصية ، وهي خدمة جميلة أحييهم عليها ، ففعلت جزاها الله خيرا ... وقامت بالواجب .
دفعت واستلمت الوصل ، وكعادتي قرأت الوصل الذي استلمته ، فإذا بالمفاجئة :  لقد دفعت عن شخص آخر ، وعنوان آخر ليس عنواني .........يالله لقد قمت بتسديد فاتورة غير فاتورتي ...فنبهت للخطأ فكان جواب احدهم صادما لقد ضاعت فظتك .. ويبدو انه تم تغيير الرقم التسلسلي لاشتراك  ف تعكر صفوي قليلا وقلت غاضبا : كيف تضيع وانا اتعامل مع شركة كبيرة ...وليست بنطرة ، كيف تغير رقمي التسلسلي لإشتراكي، يمكنكم إلغاء العملية وإعادتها بكل سهولة ، قالو  : لا يمكن الغاء العملية ، برنامج الدفع الذي نستخدمه لا يتيح لنا ذلك حاليا ، انتظر حتى الاثنين و عاود ..وسنحل لك المشكلة ، يمكنك التواصل مع مدير الفرع او sieg.....بعد أخذ و عطى معهم ، طلبت رقم هاتف الشخص الذي سددت عنه فاتورته بالخطأ ، لأتصل به ، حصلت على الرقم واتصلت به ، فوجدت رجلا مَطّابقْ على الهاتف وبشرني انه لن تضيع أموالي .
تذكرت أن شركة صوملك بعد ان كانت عنوان لفساد والإفساد،  مليارات نهبت وتبخرت في بضع سنين ، تعتبر الآن حسب رأي الكثيرين ، من الشركات الوطنية مثلها مثل شركة اسنيم ، التي طرأ عليها بعض التحسن ، بفضل مديرها العام الحالي ، تحت ادارته تخطو خطواتها وتشق طريقها في طريق العودة لمسار البناء والتنمية ، بفضل الرؤية المتبصرة والعناية التي توليها السلطات العليا لهذا القطاع الحيوي والاستراتيجي ، أصبحت سقوفها عالية وطموحاتها كبيرة ، فمن شركة على حافة الهاوية تنتظر من يكتب لها شهادة وفاة ، ديونها نهاية 2020 تتجاوز 50 مليار أوقية لديها اكبر مقبرة في دول الساحل والصحراء للمولدات الكهربائية وتضيع عليها 40% من إنتاجها ،مكتظة بألف وستة مائة عامل عقدوي لا كفاءة ولا خبرة ، اغلبهم مكتتب من الشارع مباشرة، وضع فوضي اكثر من 60 محطة توليد كهرباء في مدننا الداخلية ، لا معايير فنية تضبطها ، مولدات تقتنى بأبهظ الأثمان لا مساطر قانونية تحكم صفقاتها ، يتم شراء خمسين مولد كل سنة، كان يتم استجلابه للعمل لمدة شهرين او ثلاثة وبعدها يتم رميه بالمقبرة .
هذه مجرد بقعة ضوء يتم تسليطها على هذه الرافعة الاقتصادية المعول عليها في الرفع من مستوى معيشة المواطنين والمشاركة في حملة القضاء على مظاهر الفساد والإفساد في مؤسساتنا الخدمية ، و يجب ان لا تغطي وتحجب مثل هذه الأخطاء السخيفة  على مسار الإصلاح  الكبير المقام فيه بهذه الشركة العريقة .

كتبه المواطن : عبد الرحمن محمد المهدي
انواكشوط بتاريخ السبت الموافق  7 مايو 2022

أحد, 08/05/2022 - 01:43

إعلانات