ميثاق لحراطين الجديد في ثوب قديم

في تاريخ أنظمة سابقة قريبة  بقيادة المرحوم ولد همدي إبن الشمال البار خرجت العديد من المبادرات من قبل ما يعرف بالقوى الوطنية التي تتكون من تيارات خرجت من أرحام حركات  عريقة عبر ولادات غير شرعية  وفي غرف غير معقمة حاولت فيها أن تجد للأنظمة الحليفة أنذاك مخرجا تجمل به وجهها الملئ بالدمامل بالداخل والخارج ما يسمى (( Macquiage )) إلا أنها فشلت.

 

وصاحبت تلك الدعوة أنذاك ضجة إعلامية صاخبة نقلها التلفزيون الرسمي والإذاعة الرسمية وصوبت الكاميرا نحو مؤسس الميثاق عليه رحمة الله ولد همدي لكن سرعان ما لدغوا جميعهم في جحرهم أعني قيادات لحراطين وعصفت بهم رياح التيار الكناري وتلاطمتهم الأمواج لخروجهم عن ما كلفوا به من تهدئة الاوضاع السياسية والإجتماعية وفشلهم في إسكات أصوات أبناء الفئات الهشة من لحراطين المطالبة بإشراكها في صنع القرار وخوف الدولة من الإزلاق إلى الهاوية.

 

وعليه فمن وجهة نظري فإن    العديد من الأحداث السياسية والإجتماعية تبدو وكأنها تستنتخ من أرشيف واحد يتم تبديل وترتيب بعض فصوله وإعادة صياغة مضامينه وتغليفه بغلاف جديد لا أزيد على هذا والضحية هم العامية من شريحة لحراطين وإلغاء اللوم على شريحة البيظان التي لا ضلع لها في القضية لا من قريب ولا من بعيد.

 

إن المتتبع لمعاناة لحراطين يعي جيدا أن المسؤول الأول عنها هي الدولة والقيادات الفاشلة والمنظمات المتهالكة التي تواطأت مع الانظمة ودولت القضية على المستوى الدولي وربحت منها على حساب شريحة مسكينة لا حول لها ولا قوة وردت المظلمة التاريخية على مجتمع مازال يعيش فوضوية البادية وإباحية المدينة (( التكراع ))  إن المستجدات والتطورات السياسية بعد التوترات التي حدثت بين مكونات الشعب الموريتاني إبان فترات بعيدة قريبة ولدت ظهور تيارات سياسية وحركية رافضة لكل التيارات او الحركات أو الميثاق التي تتشدق بالنضال عن شريحة لحراطين ورفضهم لخطاب العنصرية واللافتات التي ظاهرها حق وباطنها باطل.

 

على النظام الحالي أن يعي بأن ميثاق لحراطين على ثلاثة أشكال منه ماهو تابع لبعض ضباط المؤسسة العسكرية ومنه ما هو تابع لأحزاب المعارضة ومنه ما تحركه جهات أخرى ميثاق لحراطين التحرري هههههه على الارض لم يخل تاريخه من أخطاء غير ان عامل الاخفاق الاساسي في مسيرة بعضه كان غموض البرنامج السياسي وتعارضه مع التنفيذ العملي للاهداف المضمنة في هذا البرنامج الذي من صفات نجاحه دينامية تؤهله للتطوير وهذا ما لم يحدث من هنا ومن وجهة نظري على النظام أن يحل جميع التنظيمات الحركية وان يباشر بنفسه وضع إستراتيجيات هادفة للقضاء على مخلفات الرق والفقر والتهميش وخلق فرص عمل وفتح مراكز للتأهيل وسن قوانين ردعية لكل من تخول له نفسه ركوب موجة العنصرية والطائفية والشرائحية.

 

الوطن يسعنا جميعا ومقدرات الدولة تكفي لحل مشاكل المواطن بصفة عامة

 

كتبه الفقير إلى الله

المهندس محمد رمظان

أربعاء, 11/05/2022 - 21:01