لا مزايدة على الموريتانيين شعبا وحكومة ونظام دولة في التمسك بالإسلام الخالد الموافق للسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .
كما أن ما يعد "حلما" لشعوب كثيرة هو متحقق لدينا الحمد لله " الجمهورية الإسلامية " في تسمية البلد وكذا تسجيل دينها الإسلام في الدستور .
ولن أتناول الموضوع من هذه الزاوية ..
فما الضرورة لسؤال الهوية ؟
وما أهميتها بالنسبة للدول ؟
نتجاوز تحديد عدة مفاهيم لعل أبرزها :من نحن " الإديولوجيا " والخصوصية.
"الآخر "من حيث االاتصال والانفصال .
"الديمقراطية " من جهة مدنية أو دينية الدولة .
سوف أغفل الكلام على الديمقراطية والآخر ، تعويلا فيهما على التفاعل السياسي والفكري في البلد .
إن الهوية أو الإديولوجيا التي يسميها ابن خلدون "العصبية "
هي المقوم الأساسي المعنوي لقيام الدول .
ونظرا لتركيبة المجتمع الموريتاني ومذهبيه العقدي والفرعي (العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي ) ، فإن على القائمين على الشأن العام صياغة منهج سياسي مبني على هذين المكونين . وهو ما تعلنه الدولة في المناسبات الدينية .
ولكن لن تجد مسؤولا سياسيا يتخذ شعارا مستمدا منهما أبدا .
كما أنه يتعذر عليك أن تجد لافتة مكتوبة عليها جملة مروية عن إمامي المذهبين ( الإمام مالك - الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمهما الله تعالى ) ولا مدونة رسمية تتبنى الصدور باسمهما .. إلى غير ذلك من وسائل الزخم الإعلامي والفكري .
وبالعكس نجد الترخيص للمنظمات المسبحية من جهة والغير سنية أو الملتحقة بأهل السنة من المخالفين .
ونحن نتذكر محاضرة " التنوير " التي تطاولت على السنة النبوية في قلب العاصمة وحضرها مثقفون .
صحيح أننا نسجل لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بقيادة الوزير الحالي .
وكذا رابطة العلماء الموريتانيين الرد عليهم .
ولكن لو كانت الهوية معلنة والخطوط الحمراء واضحة لما سولت لهم أنفسهم بث سموهم في البلد .
كما نجد منظمات في مجال التعليم تدعو لتمرد البنات .
وأخرى في المجال التشغيلي وأخرى في المجال الصحي والثقافي .
بل وتجد الشراكة مع الآخر تصل الوصاية على المجال المحاسي للدولة .
إذا نقول حان الوقت لإنشاء كينونة ملائمة لواقع دين المجتمع ومكوناته
وإعلانها والالتفاف حولها .
وبهذا يحترمنا الآخرون ، ونستطيع عقوبة المخالفين وردع المرتدين ، المنقلبين على الدين والمجتمع والدولة .