يأتي اختيار انواكشوك عاصمة الثقافة الإسلامية لتراث رمزي أنتجه رجال شُعْْث غُبْر ، يحسبهم الجاهل بهم رعاة ماشية لا يعرفون متنا ولا حاشية . وهم مكتبات متنقلة تحفظ علوم الجن والإنس من معقول ومنقول .
هؤلاء خريجو المحظرة المؤسسة الاستثناء من قاعدة بنوة الثقافة للمدنية والاستقرار.
ومن الغريب أن الخلف اليوم الذي يحتفل بتراث المحظرة غيب المحظرة وتمثلاتها المعاصرة فخلت لجان التنظيم والإشراف من أساتذة المحظرة ومعاهد استمرار تراث المحظرة ..
أغاب عن الجهات الرسمية أن المؤسسات الجامعية المنتجة للخطاب الديني هي استثمار واستمرار واستحضار لعلوم المحظرة لتظل مسايرة للواقع بمختلف تمفصلاتها؟ .
أم فضل هؤلاء التواري رغبة عن الظهور تأسيا بأسلافهم وتمثلا بالمقولة " الخمول نعمة وكل الناس يأباه والظهور نقمة وكل الناس يتمناه".
أيا يكن السبب فإن خزان الثقافة الإسلامية ومختبراتها التي من أجلها توجت العاصمة من المفروضى أن يكون في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية والمؤسسات الجامعية التي خرجت من رحمه
.ففي مدارجه : . الدمن التي أهداها العلامة حرم ولد عبد الجليل قريضه " فيها تجمع سيبويه ويوسف @ والكاتبي و الأشعري وأشهب "
وفي رحابه يسامر الشيخ سيدي محمد معاصريه بكل تخالف في مذهبين .
وفيه يذاكر ابن" جول" ابن الركيبة" ويطارحه بألغاز قادمة من شيوخ" إكيدي" موجهة لشيخ أزواد بعد أن قرظها شيوخ زمور وطررها شيوخ آوكار وأكان ..
فإذا كان وليس بالإمكان أبدع مما كان سوى التغني بأمجاد لأمة خلت .
.فبقية مما ترك الآل من جواهر ولآلئ بالمعهد العالي ترنو إليكم صاحب المعالي أن تتحول الأقوال لأفعال تطويرية للعلوم المحظرية إنتاجا واستثمارا وإشراكا في الخطط التنموية دعما وإصلاحا فهو المحظرة حفظا وتمثلا معاصرا.