الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم.وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها، قال الله تعالى:(والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) (النحل)، وقال الله تعالى:(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) (الأعراف)، وقال (صلى الله عليه وسلم):(من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح).الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسانلقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية ويضمنها له. فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين :السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى:(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) (النحل).وقال تعالى:(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)(القصص) وقال تعالى:(فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) (التوبة)السعادة الأخروية: و هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) (النحل), وقال تعالى:(للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين)) النحل).الحياة الدنيا ليست جنة في الأرض.
وفي نهاية هذه الورقة اختم بتضمين فقرة للمفكر الدكتور محمد عالي الشرفاء يقول فيها..”إن الله انزل كتابه على رسوله عليه السلام ليهدي الناس لكل ما يحقق لهم الخير والصلاح والسعادة والسلام في الحياة الدنيا، ويجنبهم أهوال عذاب يوم القيامة المعدّ للكافرين الذين ضلوا طريق الحق وتكبروا على آياته وإرشاده لهم إلى طريق الخير والرشاد. فإذا اتبع المسلمون هدي القرآن وأدركوا مقاصد آياته التي تدعوهم إلى التمسك بشريعته ومنهاجه لتحقيق سعادة الإنسان في الحياة الدنيا وتكفل له الجزاء الأوفى يوم القيامة وذلك من خلال الالتزام بشرعته عملا بها، وبمنهاجه سلوكا في التعامل بين الناس جميعا، وقد وصف الله سبحانه أهداف القرآن بقوله (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا).وتناول الصحفي المصطفى محمد محمود السلام في القرآن وتعاليم الإسلام انطلاقا من مؤلفات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.اما عضو المؤسسة أمين المشاريع الثقافية باتحاد الأدباء الموريتانيين محمد ناجي الواثق فقد تحدث عن الإسلام كرسالة رحمة ومحبة بين العالمين.ملقيا الأضواء على كتاب رسالة الإسلام متحدثا عن أضلاعها الأربعة.