الرأي العام ينتظر قنبلة حزب الإنصاف.. هل سيكون كذلك "حزب الإنصاف"؟

 

إنها التسمية الجديدة لحزب الدولة الذي وُلد 1957 قبل أن يصل لهذه المحطة من عمره المرتبطة بوجود غزواني داخل السلطة في تلونه الثامن، إنه تراكم لمجموعة من الأجيال نمت وترعرت في أحضان نفس الفكرة" دعم السلطة من دون قيد ولا شرط بل إظهار المزيد من دعمها بأقل قدر من اللباقة في الطريق للقمة"حتى وصلنا لهذه التشكيلة جيل واسع من المثقفين والسياسيين يقف على هامش الطريق الكبير الذي يؤدي للدولة الوطنية ويسد المرور ويقرع طبول الدعم خالقا ضجيجا عارما في أروقة العقل الجمعي .
كان اختيار هذا الإسم واحد من أكبر التحديات الذي أراد غزواني أن يخضب بها مأموريته مثل محاربة الفساد وبناء المؤسسات وتقوية الاقتصاد والمساواة وغيرها إنه إسم لحزب منفرط العقد على مستويات الانسجام السياسي والطموح الفردي وعدم توحيد المصطلحات والمفاهيم ، إنه ببساطة إسم لكلمة خارج قاموسنا ومع ذلك يصر غزواني على المضي في تبنيه بكل زهو .
قام حزب الانصاف وهو الذي ورث الكذبة المتضاربة "مليون منتسب حسب ولد عبد العزيز ومليون ونيف حسب وزراء ورئيس الحزب حينها " بتبني نفس الأسلوب من خلال وضع خانة حصر المنتسبين بالنسبة للمترشحين التي ليست سوى خدعة على استمارة معايير قبول الترشيح من طرف الحزب ،و الأسوأ من ذلك تبرير مستحيل بمستحيل أكبر منه هو أنهم سيرضون جميع الناس إما بالترشيح أو بعوضٍ عنه ،لقد فتح ذلك شهية الطموح عند الناس مما خلق مزيدا من التنافر وأسفر عن صورة عنقودية للتشرذم داخل الحزب ، مع وجود حواجز كبيرة إضافية (منع الترشح المستقل ،وتقلص الأحزاب إلى 25 حزب فقط ) جعل الضغط مضاعفا على حزب الإنصاف الذي لم يكتفي بشعبيته فقط بل استقبل شخصيات سياسية مهمة من المعارضة والأغلبية على حد سواء أملا في الترشح في حين يواجه الحزب وجع داخلي عميق وهو سيطرت أصحاب الطموح الشخصي أو "المجموعاتي" .
إنهم وضعوا غزواني أمام عملية شاقة من أجل غربلة عمل أنسجته أصابع حرفية في التآمر السياسي "اختلط فيه الثَُقل بوجبته "في حين يواجه ضغط الآجال السياسية مع دخول عوامل أخرى كبير دون استئذان مثل الملف الأمني وتطوراته .
غياب روح الفريق والعمل بمقتضى الانفتاح على كل الشعب في ضوء مقاربة الانصاف والمساواة واحد من أكبر الخزانات المعطلة التي تزود حزب الأنصاف بطاقته العملية .وهكذا يظل السؤال العريض المطروح هو هل سيتمكن غزواني من إثبات دلالات الإسم الذي اختار بنفسه على الواقع ؟!
أنه بصدد تفجير قنبلة زرع الحزب فتيلها خلال طيبة الأشهر السابقة .

من صفحة الاعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار

جمعة, 17/03/2023 - 10:20