مشاهد التحضير والتنفيذ لمعركة لمصيدي التي أنهت مطارة صعبة وخطرة

فجأت صعد اسم قرية لمصيدي الوادعة في شمال موريتانيا إلى الواجهة بقوة بعد انتهاء عملية فرار سجناء تعتبر هي الأخطر في تاريخ البلد نظرا لنوعية الفارين ودمويتهم وما خلفوه من قتل خلال بدء العملية .

السراج حاولت تتبع خيوط العملية منذ يوم الجمعة من خلال شهود عيان وصلوا عين المكان وكانوا جزءا من العملية الكبيرة.

البداية

ظهر الجمعة الماضي وبينما كان السيد محمد الأمين ولد إبراهيم ولد اعل يسير بسيارته فى (عين) بمنطقة (أمزماز) أوقفه شخص داخل سيارة هيلكس بيضاء لاحظ مع الركاب أن واجهتها (ابار شوك) سقطت كما يوحي منظرها, فترجل منها بعد لأي شخص واحد قال إن عجلات السيارة تعطلت ويريد إصلاحها.

لاحظ صاحب السيارة أن الرجل ليس من أهل المنطقة وكان يقف قريبا جدا بالكاد يدخل السيارة حتى لا تري ملامحه, حتى أنه أدخل رأسه في السيارة وسلم على سيدة كانت فيها .

اشتبه سائق السيارة في الجماعة لأسباب عدة منها طريق توقيف سيارتهم وكذلك حلاقة شعرهم وقربهم المتعمد خلال الحديث وزاد من ذلك عدم جاهزية الأجوبة عندهم, لكنه لم يرد أن يطرح الكثير من الأسئلة, بينما تولى أخوه الأصغر المهمة سائلا عن وجهتهم ومن أين أتو, لكن إجاباتهم ظلت غريبة.

كان الأخ يطرح فرضية فتكون الإجابة نعم:

هل أنتم عسكريون

نعم عسكريون لدينا أمور زراعية

هل أنتم من تتولون حراسة (كَرارات تنمرورت)

نعم نحن هم

هل أنتم متوجهون إلى لمصيدي

نعم

عملية التحضير

انتهى اللقاء مع المجموعة وناولهم السائق بعض ما طلبوا لإصلاح العجلات (ميشات).

بعد اللقاء غادرت السيارة إلى تنمرورت حيث التقى السائق بصاحب سيارة اسمه ولد امحيحم فاتصلوا بالشرطة لكنها لم ترد فاتصل بعد ذلك بقائد من الدرك في أوجفت وقص عليه كل ما دار في اللقاء.

بعد قليل كان هاتف ولد امحيحم يستقبل اتصالا من انواكشوط قائلا إنهم سيعطوه رقمين فقط وعليه ألا يستقبل غيرهما إطلاقا, وسيصله قائد الدرك.

لمصيدّي

بعد صلاة المغرب وصل قائد الدرك في أوجفت إلى قرية لمصيدي, وبعد العشاء وصل قائد برتبة عقيد من مدينة أطار ومعه أربع سيارات, حيث بات الجميع هناك, وأجروا لقاء مع صاحب السيارة وطرحوا عليه الكثير من الأسئلة عن المجموعة المطلوبة وما ذا شاهد وما هي ملامحهم, فكانت أوصافه دقيقة وواضحة, ما جعلهم يتأكدون أنهم هم المطلوبون.

في الصباح الباكر غادرت المجموعة مع الرجل على إثر الجماعة حتى وصلوا إلى سيارتهم وقد غاصت في الرمال, حيث وضعوا عليها غطاء (باش) بلون غامق حتى لا تري من بعيد.

عملية التتبع

فجأة خرج المطلوبون الأربعة من السيارة في اتجاهات مختلفة وتركوا نعلهم فيها وحمل بعضهم قنيات ماء كبيرة 5 لتر معه لكن تركها في الطريق بعد ذلك.

بدأت المطاردة في الرمال الوعرة من طرف الوحدة التي وصلت وهي مطاردة طالت كثيرا واستمرت من اتجاهات عديدة حيث غطت القوات المسلحة جهات عديدة لمنع إفلات المطلوبين ما ألجأهم أخيرا لصعود الجبل والتحصن به.

بعد احتماء المجموعة الإرهابية بالجبل انعدمت رؤيتهم بشكل كلي ما استدعى تدخل طائرة للجيش استطاعت تحديد مكانهم, وأعطت إحداثياته بشكل دقيق, حيث واصلت فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للدرك الوطني تتبع الفارين حتى وصلت إليهم.

المواجهة

كان أول الواصلين إلى الفارين الدركي المصطفي الخضر الذي استشهد بعد استهدافه من طرفهم بشكل جماعي ومفاجئ, لتبدأ عملية إطلاق النار بشكل قوي والتي انتهت بقتل ثلاثة منهم واستسلام الرابع.

تواصلت العملية لساعات حتى أحكم الدرك قبضته على الأوضاع ومجرياتهم فبدا الاستعانة ببعض السكان فى قرية لمصيدي.

في قرية لمصيدي قام بعض السكان هناك بمساعدة الجيش في إنزال القتلى من الجبل وهي العملية التي كانت صعبة بسبب وعورة الجبل وانعدام الطرق فيه, وضرورة مل كل تلك الجثث مسافات طويلة حتى تصل السيارات .

ام الجيش بإيصال الشاب الذي سلم نفسه إلى لمصيدي حيث لم تكن فيه أية إصابة بالسلاح, وكان في كامل صحته, بينما تفاوتت إصابات القتلى من الإرهابيين فكان بعضها في الفم وأخري في الكتف وفى مناطق أخري.

وانتهت المعركة

من لمصيدي حمل الجيش الشاب المستسلم وجثة أحد القتلى وجثة شهيد الجيش إلى أطار, وبعد ذلك تم نقل الجثتين, وبقيت السيارة في انتظار فحص كل أمورها والذهاب بها إلى أطار .

عاشت قرية لمصيدي أياما من عدم الهدوء الذي اعتادت عليه بسبب كثرة السيارات والاتصالات وحتى المواجهات, لكنها أنهت معركة وكابوسا خيّم على الوطن كله وشغل سكانه لأسبوع كامل على الأقل .

اثنين, 13/03/2023 - 23:59

إعلانات