ان أي جهد مستجمع من أجل النهوض بالبلد ، لا يتكيء على منظمومة تربوية صالبة ومتماسكة ، يظل جهدا ضائعا ، وحلما سيزيفيا بعيد المنال .فالرؤية النقدية الثاقبة ، والمناهج التربوية الهادفة ، المنبعثة من حاجات الحاضر ، المستشرفة لآ فاق المستقبل ، المتحررة من اغلال الماضي هي السبيل الأمثل ، لنقل صورة موريتانيا النموذج ، موريتانيا الحلم ، من واقع الافتراض والتنظير ، الى دنيا الواقع والحس .وما اكثر اليوتوبيا ومدنها الحالمة التي تتأبي معاشرة الواقع والمعيش ، وتظل حبيسة التجريد والتنظير.
ومن جملة المصاعب التي تواجه المنظومة التربوية الاضطراب والارتباك في خطط الاصلاح ،وغياب رؤية استشرافية واضحة المعالم ، قابلة للتطبيق، يضاف الى ذلك عدم وجود معيارية واضحة لسلم الترقيات والتعينات داخل القطاع ، ويظل التغير الدائم لوزراء القطاع أهم العوائق امام تطبيق الخطط ، واكتمال المسار ، اذ لا وجود لبرامج واضحة المسالك ، بينة الدروب ، وهكذا كلما جاء وزير بدأ من الصفر على الاقل عمليا .
فمن المشاهد انه في عهدة واحده عمرها خمس سنوات ، أدار التعليم ثلاث وزاء في غضون اربع سنوات !
ألا يعتبر هذا نوعا من الارتباك وتضييعا للجهد والوقت ونسفا للخطط والبرامج؟(
أقدم رأي المتواضع من تجربة ناهزت 30 سنة في التدريس ، ما زلت فيما ماسكا بالطبشور ، والفت فيها عديد الكتب ، وادارني فيها وما يزال رؤساء أقسام و مصالح ، ومدراء جهوين ، ومركزين كانوا طلبتي )
قد يقول البعض ان التغير والاصلاح لا علاقة له بالاشخاص ، فهو مترجم في مساطر جاهزة ومحايدة ، لكن الواقع يجافي ذلك.
ورغم كل ذلك فثمة إرادة سياسية واضحة للنهوض بالقطاع ، الا انها ما زالت تصطدم ببعض العراقيل . فهل سيفلح الوزير الجديد القادم من المشافي في تذليل بعض تلك الصعوبات ؟
يتواصل .سيد المختار عال 46773726
بتاريخ
18_ 09 _ 2023