:
مهتم بدراسة التراث وشبه مدرك للحضور الطاغي لماضينا عل حساب حاضرنا كأمة ، وحريص على معرفة لحظة نشأت المفاهيم، وتاريخ تخلق الاحكام و الافكار التي تسوسنا ، البعض يهاجم التراث والتاريخ منسلخا من هويته وخصوصيته ، منسكبا في الآخر ، منبهرا بما حققه الغرب من انجازات فاقت التصورات ، و البعض الآخر وهو الأغلبية الساحقة يؤله التراث وما جادت به قرائح المتقدمين من أفكار وأحكام متغافلا تماما عن طابعها البشري النسبي الغير معصوم والذي يحتمل الخطأ، و الخطيئة معا المتأتية من دنس الايدولوجيا غالبا . وكما يعلم معظم الدارسين فقد نشأ الفقه في احضان علم الكلام، وتلك حقيقة تاريخية لا يعلمها معظم الناس .
وفي هذا الإطار قرأت من كتاب (نقد التراث) للدكتور عبد الإله بلقزيز ناقدا ومساجلا ، وعارضا قراءات مفكرين عرب تورطو في التراث من أمثال طيب التيزيني، وحسين مروة، وحسن حنفي، و ناصيف نصار، و الجابري، واركون، و الشرفي، ونصر ابو حامد زيد. وقد أثارتني هذه الفقرات فوددت مشاركتكم اياها للنقاش وللمشاركة في خلق وعي نقدى نفاذ يحرر التراث من ربقة التأليه و يجلو حقيقة الصفحات المضيء منه بوصفها مددا مهما وعتبة قوية للنهوض ، ويبين مكامن التعثر و الخطأ فيه من أجل تجاوزها :(النتيجة الثانية لاهدار تاريخية الفكر، هي التعالي بهذا الفكر عن شرطه الزماني والمكاني والبشري، وتحويله إلى حرم لا تقبل المساس بها او إعادة فحصها. يقول أبو زيد في هذا المعنى (ان للافكار تاريخا، وحين يتم طمس هذا التاريخ تتحول تلك الافكار إلى عقائد، فيدخل مجال الدين ما ليس منه، ويصبح الاجتهاد البشري ذو الطابع الأيديولوجي نصوصا مقدسة). وهكذا يتحول النسبي إلى المطلق، و البشري إلى الإلهي، والنقد إلى كفر بواح. (وكثيرة في تاريخ ثقافتنا العربية الإسلامية هي الافكار التي انتجتها عقول بشرية، ولكنها تحولت، بفضل التكرار والترديد، الذي من شأنه ان يخفى غيرها من الأفكار ولو بالتشويه، إلى عقائد لا يمكن المساس بها) فمن الذي يستطيع اليوم الطعن في الصحاح اوعقيدة الأشعري او فقه الاربعة دون أن يعرض نفسه للاتهام في دينه؟ فلقد تحولت متون هؤلاء وكتبهم إلى نصوص مقدسة يأثم من يجادل فيها ولو باسم الدين!ص225 نقد التراث. عبد الإله بلقزيز.
وقد شن ابن رشد حملة شعواء على المتكلمين ، خاصة الأشعرية في كتابه ( الكشف عن مناهج الادلة في عقائد الملة ) وكذلك في كتابه ( فصل المقال ) .
سيد المختار عال 46773726 بتاريخ _10_10__ 2023