شبكة المراقب/ خصصت محكمة جرائم الفساد جلسة اليوم من محاكمة رموز العشرية للاستماع لطلبات المتهمين قبل الدخول في مداولات النطق بالحكم ،وكان أول المتحدثين أمام المحكمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ،الذي استغل 3ساعات ونصف خصصها للتعليق على التهم الموجهة اليه اضافة الى الرد على ما اثير ضده من طرف وكيل الجمهورية ودفاع الطرف المدني (الدولة):
مقدمة مقروءة
في بداية مداخلته قرأ الرئيس السابق فقرات مكتوبة احتوت آيات بينات من الذكر الحكيم وأحاديث نبوية شريفة ،وجميعها يحث على العدل والابتعاد عن الظلم موجها كلامه لرئيس واعضاء المحكمة ،واشار الى أنه سيتاول خلال مداخلته ست نقاط اولها التهم الموجهة اليه وختامها طلباته أمام المحكمة..
وحول التهم الموجهة اليه قال ولد عبد العزيز إن هذا الملف تمت فبركته من طرف لجنة برلمانية غير مختصة ولم يتم التبويب عليها في نصوص الجمعية الوطنية فضلا كونها من برلمان جديد ادرك اشهر قليلة من فترة العشرية ،كما أكد أن رجل اعمال هو من اشرف على هذا الملف ،ولد عبد العزيز اشار الى أن الارهاصات الاولى للملف بدأت بدعوى ضده امام النيابة قدمها ثلاثة اشخاص ذكر اثنين منهم بالاسم هما ولد أمم الذي قال انه اتصل عليه بعد عامين واعتذر له والثاني هو مدون عارض نظامه والنظام الحالي الذي استرضاه بصفقة قيمتها 600مليون أوقية ،سكت بعدها وهو يعني المدون ولد ودادي ،وقال إن تلك القضية واضح من يقف خلفها وهو رجل الأعمال محمد بوعماتو . مضيفا ان الرئيس الغزواني اتصل عليه واخبره بالشكوى كما اكد له على عدم امكانية تحريكها ضده.
وعن تهمة الاثراء الغير مشروع قال ولد عبد العزيز إن هذه التهمة الصقت به بناء على تصريح لوسائل اعلام اشار فيه الى أنه ليس فقيرا ولازال يؤكد على ذلك حتى امام المحكمة ..
أما عرقلة سير العدالة فنفى هذه التهمة باعتبار أنه قرر التمسك بالمواد 10-13-24-43-93 من الدستور الموريتاني الذي يعتبر اب القوانين ،وهو يستغرب ايما استغراب هذه التهمة..
وبالنسبة لتبديد اموال الدولة نبه الرئيس السابق الى أن ماقام به يعتبر انجازات وليس تبديد للاموال وتحدث بالتفصيل عن تلك الانجازات ،التي قال إن البلد كان في أمس الحاجة اليها مثل الاصلاح العقاري وتطوير التعليم واعادة بناء الجيش والمطار الدولي ومستشفى القلب والطرق واسترجاع بعض الممتلكات العامة ..
كما برر عملية بيع المدارس معتبرا أنها لم تعد صالحة للتعليم نظرا لمحاصرتها من طرف الاسواق في جميع الاتجاهات وهو ماجعله يتخذ قرارا بالتخلص منها واستثمار عائداتها في بناء مرافق تعليمية جديدة وملائمة ،
صور قدمها الرئيس السابق للمحكمة
الرئيس السابق استظهر أمام المحكمة بمجموعة من الصور للمدرسة رقم6 التي لم تشملها عملية المزاد وهي اليوم مستغلة من طرف مجموعة من الاجانب تستخدمها لورشات اعمال يدوية ..
صورة اخرى لدار للضيافة قال إن رئيسا سابقا منحها لمقرب منه مقابل مبلغ رمزي أما الصورة الاخيرة فكانت لعمارة في روصو تخلت عنها منظمة استثمار نهر السينغال للدولة ومنحها النظام الحالي لمقرب منه ..
وحول تهمة استغلال النفوذ استغرب ولد عبد العزيز من هذه التهمة حيث قال إنه اول جنرال نشط في تاريخ البلد كما كان رئسا للجمهورية وبالتالي باستطاعته القيام بما يريد دون اللجوء الى استغلال النفوذ..
المضايقات وظروف الاعتقال
ولد عبد العزيز قال إنه ومنذ ازمة (المرجعية) وهو هدفا لمجموعة من المضايقات حيث تم التنصت على مكالماته ،كما تمت مراقبته من طرف الشرطة التي اصبحت سياراتها تتبعه اينما توجه ،كما انها داهمت منزله وصادرت هاتفه ونصبت له جهازا تشويش داخل بيته ..
ويقول ولد عبد العزيز إن ظروف حبسه كانت مأساوية ولاتخلو من نية سيئة ،وكانت نتيجة ذلك تعرضه لازمة صحية داخل محبسه حيث وصلت درجة الضغط الى 19 في حين لم تتجاوز 12/07 قبل دخوله سجن مدرسة الشرطة ،وقدم للمحكمة وثيقة صحية صادرة عن معهد صحي تثبت تعرضه لكارثة صحية نتيجة الضغوط التي تعرض لها داخل محبسه.
ولد عبد العزيز حث المحكمة على احترام تطبيق القانون ولاشيئ غير ذلك منبها انه قوي وليس بحاجة الى الاستعطاف.
كواليس
وبعد اكماله مداخلته قدم ترجمة لها باللغة الفرنسية ،وكانت مداخلة مطولة استغرقت ساعة تقريبا.
مراوغة الشرطة
قال ولد ولد عبد العزيز انه تسبب في مغالطة سيارة للشرطة كانت في مهمة تتبعه حيث ضلت الطريق في بوادي اينشيرى ،وبعدها تلقت الشرطة الاوامر بعدم تتبعه اثناء توجهه الى البادية تفاديا لحدوث الأسوأ،مشيرا الى انه كان يقود سيارة لاند-روفير ،بينما كانت الفرقة على متن سيارة من نوع نيسان تم شراؤها من شركة بوعماتو -حسب قوله-
وفي نهاية المداخلة قامت سيدات من داخل القاعة بالتصفيق ،الا أن رئيس المحكمة هددهن في حالى تكرار نفس التصرف بالسجن سنة على الأقل .
