يغيب عنا جميعا أهمية الدور المحوري الذي تلعبه الجمعية العامة للأمم المتحدة في ضمان الإستقرار والسلم الدوليين ،وذلك بإعتبارها الجهاز الرئيسى لصنع السياسات في العالم .
فهي علاوة علي كونها تضم في عضويتها كافة الدول الأعضاء في المنظمة ، فإنها تتيح فرصة لمناقشة كل القضايا الدولية مع إتاحة التساوي في قوة الأصوات بين كافة الدول الأعضاء .
في هذا السياق ، فقد قامت الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تتولي الرئاسة الدورية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ،
بطلب عاجل لعقدجلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت علي وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في غزة.
وقد صوتت 153 دولة لصالح مشروع هذا القرار العربي الإسلامي مقابل إعتراض 10دول و إمتناع 23دولة عن التصويت .
ولم تعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعديلات الأمريكية علي مشروع هذا القرار .وبذلك تنتصر موريتانيا مرة أخري في أروقة الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في تقرير مصيره علي أرضه وإقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .
و هو إنتصار في الوقت ذاته للشعب الموريتاني و قواه الحية في نصرة غزه و دعم صمود أهلها ، و إنتصار لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أكد منذ بداية العدوان الإسرائيلي وقوف موريتانيا بحزم ضد ما يتعرض له الأشقاء في غزة من تدمير و حصار و جرائم صارخة ضد الإنسانية .و قد عبر صراحة أنه إذا لم يتدارك عقلاء العالم و أصحاب الضمائر الحية ما يحدث من فظائع في فلسطين فستكون جريمة اليوم أخر مسمار يدق في الثقة بالعدالة والقوانين و المواثيق و الأعراف الدولية . وهو موقف تاريخي يحسب للرجل الذي أعاد لديبلوماسيتنا ألقها ودورها التاريخي المتميز الذي فقدته منذ عقود و هو ما يستحق منا جميعًا كل الإشادة والنويه .