بسم الله الرحمن الرحيم
" اللغةالعربية هوية الأمة "
كريمة الدحه .
تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات الحية ، فهي لغة سامية ولسان مبين ، وقد اختلف حول ظهور نشأتها فيرى كثير من الباحثين أنها هي أول لغة تكلمها البشر مستدلين بأن آدم هو أول من تكلمها وذلك بدليل قوله تعالى : " وعلم آدم الأسماء كلها " سورة البقرة ، فيما يتجه آخرون إلى المسمارية فيرون أنها : هي أول لغة وهي لغة أهل بابل بالعراق ، و تذهب مجموعة أخرى إلى أن أول من تكلم العربية هو نبي الله هود عليه السلام فقالوا إنه نبي
عربي وقومه عاد أبناء إرم الذين ذكرهم القرآن في قوله تعالى " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد " الآية 8 من سورة الفجر وهم أهل الخيام ذات العماد الضخمة ، وهناك من يذهب إلى أن أول من تكلم العربية هو اسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام فقد تكلمها بفصاحة بليغة وتعلمها من جرهم وهم قبيلة نزلت عند أمه هاجر بمكة المكرمة ، وبما أن اللغة العربية هي لغة القرآن فهي : تعتبر لغة جامعة لكل الأمم ونقطة الالتقاء بينهم لأنها لغة الدين الخاتم للديانات السماوية وهو موجه للعالمين جميعا ، و قد ازدهرت وتطورت مع ظهور الإسلام إذ نزل القرآن الكريم باللسان المضري ، وازداد هذا التطور في العصرين الأموي والعباسي وقد أولاها الخلفاء مكانتها ؛ فأغدقوا على الشعراء والأدباء : العطايا ، فأضحت محط أنظار الكل ، وانتشرت انتشارا واسعا فأصبحت الأمم غير العربية تتعلمها وتتحدث بها كا الاعاجم والروم والفرس لدخولهم الإسلام فهي محور العبادة وبها تقام الصلاة ، وظلت مزدهرة إلى أن غزا المغول (التتار ) بلاد الرافدين والشام ودمر كل المكتبات المليئة بالكتب ودور الثقافة حينها : شهدت انحطاطا وركودا وظلت على هذا الحال وإن كانت هناك استثناءات في طهور بعض الأشعار وخاصة المديح النبوي كميميةالبصيري ، ولا يخفى على أحد أن اللغة كائن حي تنمو وتتطور ويتزايد عدد الناطقين بها إذا اهتم بها متكللموها وحافظوا على تطورها ، فالانشعاب اللغوي في تزايد نظرا : لكثرة وسائل التواصل الاجتماعي ، ونحن من نستطيع اكتساب لغتنا مركزا متقدماونسعى في ترتيبها لتصبح الأولى عالميا كما كانت ، وإن تجردنا من استخدامها كلغة رسمية تحكمنا ، وتركنا للغات الأخرى أن تتبوأ مكانتها فسندخل في مايعرف بالمسخ الثقافي الذي تعاني منه نخبة بلدنا التي تحكمنا وتجعل من لغة المستعمر لغة رسمية للإدارة فنصبح تابعين ذائبين في ثقافة الغير مساهمين في مسخ هويتنا العربية ، جاعلين من لغتنا الأم : اللغة العربية لغة ثانوية لا تعنينا للأسف ، وبما أن العربية فرضت نفسها على الأمم وأصبح عدد متكلميها يبلغ المليار لكون المسلمين يتجاوزون هذا الرقم ؛ فإننا كمحبين للغتنا نطالب سلطاتنا العمومية جعلها لغة الإدارة والتعليم ، فهي : المنهج القويم ، والمعول القوي لهدم ما تم الحفاظ عليه منذ مايزيد على ستين عاما من عمر اللغة الفرنسية التي تغلغلت في جسم القطاعات الإدارية ، وتحكمت في عقول كل من حكمونا ، فعجزوا أن يردوا الجميل للغتهم الأم ، ويزيحوا تلك الثغرة الماسحة لهوية الأمة ككل، والبلد على وجه التحديد
وأخيرا في إطار الاحتفال بعيد اللغة العربية الدولي غدا الثامن عشر من سنة 2023 فإنني أدعو رئيس الجمهورية : السيد : محمد ولد الشيخ الغزواني بتطبيق ترسيم اللغة العربية كلغة رسمية للإدارة حتى نشعر بالانتماء لثقافة ديننا الإسلامي الحنيف بدل الذوبان في ثقافة المستعمر الأروبي الذي لم تقدمنا لغته شبرا واحدا الى الأمام
وأخيرا عاشت اللغة العربية مزدهرة متطورة يوما بعد يوم ، وعاشت أمتينا الإسلامية والعربية ، وكل سنة ونحن نرفل في نعيم التقدم والرقي ولازدهار والتطور والنماء .