رئاسيات 2024: هل ننجح في تحويل إخفاقات الماضي إلى محفزات في المستقبل؟

اطلعنا اليوم على أسماء أعضاء اللجنة المكلفة بالإشراف على صياغة البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني لاستحقاقات 22 يونيو 2024.

هنيئا للجنة جمعت في تشكيلتها مسحة إسلامية تشد عضدها مسحة كادحة وأخرى قومية باعثة بذلك رسالة مفادها التخلي عن عداوات الأمس المبنية على الفكر والإيديولوجيات لصالح مشروع مجتمعي يوائم بين المحافظة على الخصوصيات ومسايرة التحولات الحديثة والاستفادة منها في تنمية البلد وإسعاد الشعب ولعب دور أكبر في القضايا الدولية ومسارحها.

ويا ويلها أيضا من لجنة بالنظر إلى الآمال التي يعقدها الموريتانيون والموريتانيات على هذا البرنامج الانتخابي المنظور وعلى المأمورية الثانية إجمالا لفخامة الرئيس الحالي.

وبهذه المناسبة أعبر عن مساندتي ودعمي للجنة حزب الانصاف تلك باقتراح اللجان التالية تلافيا لاقتصار أعضاء اللجنة الموقرة على 4 أشخاص بدلا من 5 على الأقل ولغياب العنصر النسوي:

أولا: لجنة مكلفة بإعداد حصيلة حقيقية مفصلة لبرنامج انتخابات 2019ـ2024 من حيث إظهار ما تم إنجازه وما أثر الإنجازات على تقدم الدولة عموما وعلى بعض المجموعات المستهدفة خاصة ثم إبراز مكامن الإخفاقات والعمل على تحويلها إلى آمال يمكن أن تتحقق في المأمورية القادمة؛ 

ثانيا: لجنة تدرس تطوير مقاربة محاربة الفساد بالمفسدين بحيث يتم ضمان التغيير في ظل الاستقرار؛

ثالثا: لجنة مكلفة بتطوير دور الشباب في الحياة السياسية للبلاد عبر تأطيره وهيئاته من طرف من كسبوا الخبرة من الأجيال القديمة وجمعوا التجارب الخاصة في كيفية التعامل مع السلطة بمفهوم "المخزن"؛ 
رابعا: لجنة مكلفة بتفعيل دور القوة الناعمة التي عرفتها موريتانيا إبان فترات دخول المستعمر وتأسيس الدولة الموريتانية وكذلك بعد الذهاب الصوري للاستعمار حيث جعل ستارا شفافا بينه وبين من استخلفهم في أهله حتى يستمر في مراقبة ما يجري والتدخل عند الاقتضاء. كلنا نعلم أن تلك القوة الناعمة المتمثلة أساسا أنذك في الشيوخ التقليديين للقبائل والأشياخ الدينيين والمترجمين والعسكريين والأعوان البسطاء (كعمال المنازل والسائقين وغيرهم) كانت إلى عهد قريب تتفانى بولاءاتها وبعملها السري والعلني ودفاعها عن النظام ظالما ومظلوما من أجل بقائه أطول مدة ممكنة. كما نلاحظ أيضا أن قوتنا الناعمة أصبحت تعمل لمصالحها الشخصية على حساب النظام متناسية ان ضعف النظام يؤدي إلى تغييرات جذرية قد تفقدها كل شيء بما في ذلك اختفاؤها والقضاء على وجودها كليا واستبدالها بقوم آخرين يحبون الشعب ويحبهم ويخافون يوم القيامة؛ 
خامسا: لجنة تدرس انعكاسات ما جرى في النيجر ومالي وبوركينافاسو وغينيا كناكري وأخيرا في الجارة السنغال في ظل المناخ الذي خلفته الحرب بين روسيا والغرب في ساحة أوكرانيا. إن موقع موريتانيا الجغرافي الاستراتيجي وغناها بالثروات الطبيعية وقربها النسبي من أوروبا وأمريكا وانتماء الجزائر لدول "بريكس" والمغرب لقطب الغرب بزعامة الولايات المتحدة والتطور المحتمل لقضية الصحراء الغربية والموقف الضبابي بعد لكل من السنغال ومالي في تعاطيهما مع دولتنا، كلها أمور تفرض نظرة استشرافيا تضمن بقاء الكيان الموريتاني مقابل دفع أقل التكاليف.
ومن الأشياء التي يجب أخذها بعين الاعتباء البحث الجاري على مستوى الساحة الوطنية من أجل استنساخ التجربة الأخيرة السنغالية عن طريق البحث عن "افاي" موريتاني يتم ترشيحه للانتخابات الرئاسية التي على الأبواب. 
اللهم إن هذا جهدي في هذه المرحلة من تحضير الاستحقاقات الرئاسية المقبلة. 
اللهم احفظ موريتانيا من شر من شغلتهم أموالهم وأهلوهم عن نصح الحاكم وعن عدم وفائهم بالمسؤوليات التي توكل إليهم بما في ذلك التفريط في مصالح ضعفاء النسب والحسب بمفهوم أهل المدينة (أهل الدشره).

د. سيدي المختار الطالب هامه

 

سبت, 20/04/2024 - 14:37

إعلانات