أكّدت حركة المقاومة الإسلامية - حماس، اليوم السبت، أنّ ما أعلنه "جيش" الاحتلال الصهيوني ، من استعادة عددٍ من أسراه في غزة، بعد أكثر من 8 أشهر من عدوانٍ استخدم فيه كافة الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجيّة، وارتكب خلاله كل الجرائم من مجازر وإبادة وحصار وتجويع؛ "لن يغيِّر من فشله الاستراتيجي في قطاع غزة".
وفي بيان، شدّدت الحركة على أنّ "المقاومة ما زالت تحتفظ بالعدد الأكبر في حوزتها"، مضيفةً أنّها "قادرة على زيادة غلّتها من الأسرى، كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفّذتها في مخيم جباليا في نهاية الشهر الماضي".
وتابعت: "مقاومتنا الباسلة، ومن خلفها شعبنا الصامد، قد سطّرت أروع البطولات في معركة تصدّيها للعدوان الهمجي الصهيوني، المدعوم من قوى الشر والعدوان، وأخذت على عاتقها، مواصلة طريقها بكل إصرار وتحدّي حتى دحره، وإفشال أهدافه".
وفي هذا السياق، توجّهت الحركة بالتحية إلى مقاتليها الذين تصدّوا اليوم لقوات الاحتلال المعتدية، واشتبكوا معها "بكل بسالة على مدار ساعات في مخيم النصيرات والمحافظة الوسطى، وأثخنوا في جنودهم وضباطهم الإرهابيين، قتلة الأطفال والنساء"، بحسب البيان.
كما أشارت الحركة إلى أنّ ما كشفت عنه وسائل إعلام أميركية صهيونية بشأن مشاركة أميركية في العملية الإجرامية التي نُفِّذَت اليوم؛ "يثبت مجدداً، دور الإدارة الأميركية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي تُرتَكب في قطاع غزة، وكذِب مواقفها المُعلَنة حول الوضع الإنساني، وحرصها على حياة المدنيين".
وفي ختام بيانها، دعت حماس الشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم، إلى "مزيد من الضغط، وتصعيد الحراك المندِّد بالعدوان والإبادة في غزة، مُطالبةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة، والتي يندى لها جبين الإنسانية، وتحدُث بالصوت والصورة أمام العالم أجمع، والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة لمحاسبتهم على جرائهم وقتلهم الأطفال والمدنيين بدم بارد".
يأتي ذلك بعدما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن استعادة "جيش" الاحتلال الصهيوني 4 أسرى صهاينة من النصيرات كانوا لدى المقاومة.
ووفق المُعطيات، فإنّ المقاومين الذين كانوا مع الأسرى اشتبكوا مع القوة الصهيونية التي دخلت إلى المُخيم، ما أدّى إلى مقتل ضابط في وحدة "يمام".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إنّ الوحدة الأميركية الخاصة بـالأسرى الصهاينة ساعدت في استعادة الأسرى الأربعة.
وبعد تنفيذه العملية، عمد الاحتلال إلى شنّ عشرات الغارات على مخيم النصيرات، مستهدفاً المنازل المدنية، ما أدّى إلى ارتقاء 210 شهيداً وإصابة 400 آخرين على الأقل، في مجزرة مُروّعة جديدة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ووفقاً له، فإنّ الاحتلال شنّ عدواناً وحشياً من خلال عشرات الطائرات الحربية وطائرات الكواد كابتر والطائرات المروحية على مخيم النصيرات، بينما قامت الدبابات في الوقت ذاته بقصف منازل المواطنين الآمنين، في نية مبيّتة للاحتلال الصهيوني بارتكاب مجازر همجية ضد المدنيين في منازلهم وفي مراكز النزوح.
ولا تزال طواقم الإسعاف تعمل على انتشال جثامين المزيد من الشهداء، حيث انتُشل عدد من الشهداء من محيط محطة الهور لتحلية المياه شرقي شارع العشرين بمخيم النصيرات.
كذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خبراء أسلحة أنّ "إسرائيل زادت استخدام القنابل الأميركية الموجهة من طراز "جي بي يو-39" (GBU-39) منذ بداية العام".
وأضاف الخبراء أنّ هذا النوع من القنابل الموجهة الصغيرة نسبياً "يمكن أن يلحق خسائر فادحة بالمدنيين".
وتعقيباً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إنّ "العالم صنّف الاحتلال بأنه قاتل الأطفال، لكنه عاجز عن وضع حدّ لحرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا".
وأكد هنية أنّ "شعبنا لن يستسلم، والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم"، موضحاً أنه "إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة فهو واهم".
كذلك، شدّد على أنّ "الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقّق الأمن لشعبنا أولاً وقبل كل شيء"، لافتاً إلى أنّ "الاحتلال فشل عسكرياً وسقط سياسياً، وهو ساقطٌ أخلاقياً"، مضيفاً: "على العالم أن يتحرّك".
وأشار هنية إلى أنه "على شعوب الأمة وأحرار العالم كافة أن ينتفضوا في وجه هذه المجازر الوحشية وارتقاء العشرات من الشهداء المدنيين"