قبل خمس سنوت وقف ولد الشيخ الغزواني في نفس المكان ( ملعب الشيخا ولد بيديه) معلنا ترشحه لرئاسة الجمهورية مخاطبا الجمهور بلسان فصيح، مشخصا لهم الوضع، واضعا اصبعه برفق على الجراح التي يعرف حتى لا يُنكأها، إنها جراج الماضي التي نخرت وتنخر جسم البلاد مذ ظهرت في حلة دولة ما بعد الاستعمار.
من ذلك المكان وعد أن تكون الابواب مشرعة لكل متظلم، معلنا مصالحة مع التاريخ، معترفا ومثمنا كل لبنة وضعها من قادوا قبله مسيرة الجمهورية، محدثا بذلك اسلوبا من التصالح مع الماضي كان بعيدا .
من ذلك المكان حدد بدقة ما نحتاجه على الصعيد السياسي فقدم جُرعَ التشاور والتشارك والإصغاء للمظالم، واضعا بذلك حلولا ناجعة لثقافة الاحتقان الراسخة في منظومتنا السياسية، تعهد بمشاريع واعدة راسمة البسمة على الشفاه الشواهب، فاتحة آفاق العيش الكريم للمحتاج.
كانت سنتا المأمورية الأولى صعبة بسبب اكراهات كورونا واكرانيا، ومع ذلك استطاع سلسل مدرسة العرفان (التصوف) الزارعة للصبر والصدق في نفسه، وابن مدرسة الرجولة (الجيش) المرسخة لقيم التضحية من أجل الوطن في نفسه، أن يذلل الصعاب حتى وصل بالبلاد إلى بر الأمان في محيط ملتهب أُوارُ معاركه العنيفة اصطلى بشظاياها بعض مواطنيه.
دخل ولد الشيخ الغزواني يوم 14-6-2024 المعلب ماشيا على رجليه بخطى وئيدة وواثقة وبدون رتوش، ثم أعلن بصدق لهجة وثقة في النفس: ها أنا الذي وعدتكم من هذا المكان قبل خمسة اعوام فما اخلفتكم، هاهو ما انجزت لكم بالأرقام كما تمكن مشاهدته بالعيان، إنه دور سكن للمحرومين، ومشافي للمرضى والمكلومين، ومدارس لأبناء المهمشين حيث يجلسون جنبا الى جانب مع أبناء المترفين ويلبسون نفس الزي ، ها انا اليوم أُلبي نداء مأمورية ثانية استجابة لطلبات وصلتني من قادة الرأي المنخرطين في برنامجي، وآخرون قادمون من أعماق المعسكر المعارض ودون اكراه من أحد أرتأوا بأن يشرفوني بالترشح لأن البلاد تحتاجنا جميعا.
أجل البلاد تحتاج الاستقرار والتنمية والتشارك والتشاور، وهو نهج متبع من طرف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال مأموريته الأولى فما استبد برأي، كما تشاور مع الجميع، وحقق مكاسب تنموية كبيرة بدون بهرجة ولا مبالغات، ابعد شبح الحرب الاهلية التي بدت نذرها في الأفق، أحس بآلام المستضعفين فتبناها فبعث فيهم الأمل وحب الحياة وادخل في نفسهم السرور.
أكبرانجاز له مسكوت عنه بل ومنقُودٍ من صيادي المياه العكرة وأصحاب النظرة الضيقة، هو المدرسة الموحدة، حيث ستُخرج اجيالا تُحسن رسم العَلِم وتغني النشيد، وتكتب من اليمن الى اليسار كما كان اسلافها قبل اكثر من الف عام على اختلاف السنهم والوانهم.سيد محمد ولد جعفر