لقد تابع الرأي العام بارتياح كبير الحملة الانتخابية المحترمة والمسؤولية في الدعاية الانتخابية لحملة المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني كما ساد الفرح بالنتائج المشرفة للانتخابات الرئاسية 29 يونيو 2024 وبشهادة كافة المراقبين.
وبودنا أن نتقدم إليكم بأحر التبريكات والتهاني بمناسبة اختيار الشعب الموريتاني لكم ونيل ثقته لمأمورية ثانية بالتوفيق والنماء والازدهار والتقدم لموريتانيا الحبيبة، لقد شاركنا بكل اعتزاز في الحملة الانتخابية لحزب الإنصاف من موقعي كأي مواطن غيور علي مصلحة البلد من اجل إعادة انتخابكم لمواصلة مسيرة البناء والتحديث سواء كان ذلك من خلال نشاطي بمنصة الشعب الداعمة لخياراتكم أو في كتلة الوحدة بتيارت الداعمة لكم وكنت فخورا بمضمون برنامجكم الانتخابي.
ورغم أنكم سيادة الرئيس لا تعرفونني بشكل شخصي إلا أن علاقة المواطنة والمصير المشترك تحتم علي مخاطبتكم وإسداء النصح حتى وان كنت لست أهلا لذلك ولكن إيمانا مني ببرنامجكم الانتخابي وغيرتي علي الوطن جعلتني اكتب هذه السطور لعلها تصلكم .
سيدي الرئيس، لقد تشرفت بلقائكم يوم 09 يناير 2019 لقاءا عابرا وبمحض الصدفة في مسيرة الوحدة الوطنية حين كنتم وزيرا للدفاع ففي أثناء سيري بين تلك الجموع وجدتكم بجانبي ترتدون بزة رياضية و نظارات شمسية فبادرت بمصافحتكم وتفاجأت حقيقة بكرمكم وبتواضعكم الجم من خلال السلام علي بحرارة - ولا غرو إن طابت شمائل ماجد كريم فماء العود من حيث يعصروا- ولكم في ذلك عهد وسجية، واليوم وبعد ست سنين حبذا لو تشرفت بلقائكم هذه المرة للتهنئة والسلام ثم للحديث إليكم لا لمصلحة شخصية ضيقة وإنما لمصلحة البلد عموما، وفي بداية مأموريتكم المظفرة حول نقطتين جوهريتين لا أزيد عليهما وهما (الأمن والاقتصاد) بمفهومهما الشامل والواسع أعني الأمن جيو سياسي والتنوع الديمغرافي وأمن المعابر وخطر سيل المهاجرين غير النظامين وتأثيره على السلم الأهلي والاستقرار مما يعزز ضبط الكتلة الديمغرافية لساكنة البلد واستتباب الأمن والسكينة واحترام قوانين البلد المضيف في مجال العاملة الأجنبية بالحصول على رخص للعمل قبل ممارسة أي نشاط على ارض الجمهورية، وحماية اليد العاملة الوطنية بما يوفر فرص عمل للشباب الموريتاني، وكذا الأمن الغذائي ومراقبة توريد وتعبئة السلاسل الغذائية المستوردة والمحلية مما سينعكس إيجابا علي انخفاض كبير في أسعار المواد الأساسية ودعم القدرة الشرائية للمواطن، وكذلك تأمين التعليم والخدمات الصحية بنفس المفهوم الشامل الخ.....
كما أن موضوع الاقتصاد بمفهومه الشامل نقطة جوهرية بمقتضياته الواسعة مثل الأمن تماما فموريتانيا تنعم بمقدرات اقتصادية هائلة وروافد إنتاجية عملاقة وضخمة توفر آلاف فرص العمل وتريد من العائد وتحدث تغييرا كبيرا في الميزان التجاري وترفع القيمة المضافة للاقتصاد الكلي، ونفتقد للصناعات التحويلية في ميادين المعادن والأنسجة والصيد والزراعة مع أنه قامت في السابق محاولات عديدة في العقود الماضية باءت بالفشل الذريع سواء مصانع الإنتاج البحري أو التعدين أو إنتاج السكر والإنتاج الزراعي عموما والسبب دائما سوء الحكامة والتسيير السيئ وينضاف إلى ذلك غياب استمرارية إدارة المؤسسات فكل مدير يقلب الطاولة بكل محاولات الإصلاح ويبدأ من الصفر إضافتا لغياب رقابة الدولة ومسايرتها لمدى نجاح المؤسسات ذات الطابع الصناعي والاقتصادي والتي ينتظر منها أن تكون روافد إنتاج وانتعاش للاقتصاد وتوفير فرص للعمل ولكن الحقيقة أن القائمين علي معظم المؤسسات العامة وشبه العمومية يفتقرون للخبرة والنزاهة و وضوح الهدف والرؤية مما جعلهم يدمرون كل جهود التنمية الوطنية للبلد، كما هو الحال في معظم مؤسسات الدولة سوء التسيير والفساد والتلاعب بالميزانيات مما يجعل السياسات التنموية تنحرف عن الأهداف المرسومة لها، أن هذه الوضعية تتطلب معالجة عميقة لتصحيح هذه الإختلالات البنيوية التي أعاقت كل محاولات الإصلاح في العقود الماضية والتي لها تأثير سلبي علي توجهاتكم النبيلة برنامجكم الإصلاحي الطموح، ومع وصولكم للسلطة واكبتم جملة من الإجراءات في وقت عصيب اتسم بجائحة كورونا والإغلاق العام مما دمر إقتصادات قوية في عديد الدول حول العالم وفي شبه المنطقة واستطعتم بالحكمة والخبرة التجاوز بموريتانيا لبر الأمان فدشنتم وكالة التآزر المواجهة الهشاشة وعم ذوي الدخل المحدود و الأول مرة في تاريخ البلد استفادت آلاف الأسر من التامين الصحي والدعم المباشر في مختلف المجالات و حدثت طفرة نوعية بكل القطاعات الحيوية مما انعكس ايجابيا على حياة المواطنيين،
إننا نأمل في خمس سنوات القادمة مزيد من التطور والرقي والنماء والرخاء لبلدنا الحبيب من خلال تكريس الحكامة وحسن الإدارة والاستفادة من الكفاءات الوطنية النزيهة وتغيير في فريق العمل بضخ دماء جديد مستعدة لخدمة الوطن والمشاركة في مسيرة البناء ونجربهم لخمس مقبلة وإعطاء إجازات لأصحاب التكليف الماضي والذين عمروا لعقود في الإدارة والمناصب المدنية لعقود من الزمن يجب عليهم آن يتيحوا المجال لغيرهم للمشاركة في تجسيد برنامج رئيس الجمهورية بكل صدق وتفان في العمل وبكل وضوح وشفافية .
الأستاذ/ محمدن متالي علي