الديمقراطية والمحافظة على المال العام/ محمد كوف العربي

الديمقراطية الغربية وان لم تكن مطبقة من طرف الغربيين بنفس القداسة تجاه الشعوب الاخرى غير الغربية فانهم يطبقونها بقداسة داخل كياناتهم وهو ما قضى عندهم على الشعوربالتمييز والغبن وما يسببانه من تمرد واحتقان داخلي ، كما ان ما اشاعته تلك الديمقراطية من شفافية واستقامة فى تسيير المال العام قوى ايمان الرئيس او الملك بوجوب القطيعة مع المحابات والمجاملات مع كافة افراد شعبه مهما سعوا للتقرب منه سواء كان ذلك بالتبرعات له بالاموال اثناء ادارته لحملته الانتخابية ان كان رئيس دولة مثلا اورئيس وزاء فى نظام برلماني او كان بحشد اصوات انتخابية كثيرة لصالحه ذلك ان التبرع للحملات الانتخابية فى بلدان الديمقراطيات الغربية لايهدف لارضاء الشخص المنتخب وانما يهدف الى اختيارالرئيس الافضل لقيادة الدولة لان ذلك سيدرعلى الوطن بشكل عام خيرات تطال الجميع وبذلك يسترجع المتبرع اكثر مما تبرع به ولايهدف المتبرع الى مكافاة شخصية من رئيس الدولة المتبرع له لان ذلك هوالانانية بعينها والانانية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة وهما اقدرالوسائل على الهدم الشامل ، والغريب هناهو انسجام هذه الفكرة مع الشريعة الاسلامية حيث ان افضل ما يتقرب به الى الله تعالى هو التخلق بكمال مشتق من كماله ومن كماله تعالى ان القدرة الالهية لاتحابى احدا ومعنى ذلك ان عدم المحابات من افضل مايتقرب به الى الله تعالى لان المحابات تجعل المسؤول الاعلى يعين  المسؤول على اساس ابعاد ذات خلفيات غير كفوؤة تحمل معنى خيانة الوطن والتضحية بمصالحه العليا ارضاء لنزوة القائد الاعلى ومكافاة خصوصية على حساب من امنوه على التصرف فى مصالحهم العامة ومن هنا يفهم ان المتحابى لايصلح امينا على مصالح شعبه فالمسؤول الاعلى يجب عليه ان يناى بجانبه عن كافة انواع المحابات والمجاملات ورد الجميل الا فى اطارعام يستفيد منه شعبه بشكل نزيه وشفاف وشامل
ذ/محمد كوف الشيخ المصطف العربي

خميس, 25/07/2024 - 17:58