بعد حوالي 24 ساعة من تنصيبه قرر الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني تعيين مدير ديوانه المختار ولد أجاي وزيرا أول ليقود أول حكومة في مأمورية الرئيس الثانية.
هذا الاختيار لم يتم ما بين التنصيب والتعيين بل كان مخططا له وفي برنامج الرئيس بعد تأكده من فوزه في الانتخابات، حيث تأكد غزواني من أن ولد أجاي، أحد أبرز رجال نظام حكم ولد عبد العزيز، رجل يمكن التعويل عليه في التغيير الجذري المنشود، خاصة مع خلفيته الاقتصادية التي اتسمت في عهد عزيز بقدر من المرونة والحيوية والتحديث، فضلا عن الديناميكية، وهو ما يحتاجه نظام الرئيس الغزواني في مأموريته الأخيرة.
وبدون شك فإن جناح ولد اجاي بدا مقنعا للرئيس خاصة بعد أن جرب الوزير محمد أحمد وجناحه خلال المأمورية الأولى ومع ذلك فلا يستبعد أن يلجأ الرئيس إلى خلق آلية توازن نسبية بين جناحي ولد أجاي وولد لحويرثي من خلال تعيين الأخير وزيرا مديرا لديوان الرئيس لا يتبع للوزير الأول، إذ يتم تعيينه بمرسوم رئاسي ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية.
أما الجناح الثالث فهو أقرب، خاصة هذه الأثناء، من جناح ولد أجاي، ويرجح أن يتحالفا للحد من نفوذ الوزير محمد أحمد داخل النظام.
ويبقى السؤال المطروح، وبعد تشكيل حكومة المرحلة، هل سينجح ولد أجاي في مواجهة مختلف التحديات وتسوية كافة المظالم في مختلف المجالات وإيجاد الحلول الجذرية للمشاكل الجوهرية التي تتخبط فيها البلاد بفعل استشراء الفساد والرشوة والجهوية المقيتة والمحسوبية وتأثير رجال الأعمال والجنرالات والمشايخ وشيوخ القبائل، وإرساء أسس قوية لدولة القانون والمؤسسات؟
التواصل