في يوم٩/١١/١٤٤٣هـ الموافق 9/7/2022
وافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ على إقامة مسابقة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول غرب أفريقيا في جمهورية موريتانيا سنوياً،وبرعاية المملكة، وتحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ وتنفذها وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بالتنسيق مع شقيقتها وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، حيث تأتي امتداداً للرعاية الكريمة والدعم اللامحدود من القيادة السعودية الرشيدة لكتاب الله الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولم تكن هذه البادرة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين عملا كريما جديدا معزولا فالعلاقات السعودية الموريتانية ضاربة بعمقها من وشائج القربى والتعاون الاقتصادي والثقافي والديني في تاريخ البلدين القديم والحديث.
وتأتي أوامر خادم الحرمين هذا العام بتنفيذ أمره الكريم بالبدء الفعلي في تنفيذ مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية في موريتانيا لتجسد عمق هذا الترابط بين البلدين الشقيقين.
إن اختيار موريتانيا مقراً لهذه المسابقة ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لحكمة قيادتي البلدين، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حفظهما الله وسدد خطاهما وهاتان القيادتان تسعيان دوماً لتعزيز الروابط الثقافية والدينية بين الشعبين الشقيقين على المستوى الرسمي والشعبي.
منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وموريتانيا، عملت الدولتان على تطوير شراكة قوية في المجالات الثقافية والدينية. وقد تجسدت هذه الشراكة في العديد من المشاريع والمبادرات، من بينها تشييد ورعاية الجامعات والمعاهد و المساجد، ودعم الحلقات القرآنية، وتنظيم المسابقات الدينية، والتي تُعزز مكانة الدين في المجتمع الموريتاني.
ومن أبرز المظاهر التي تعكس عمق هذه العلاقات تسمية بعض المساجد والشوارع في موريتانيا بأسماء سعودية، مثل جامع المدينة المنورة المعروف شعبيا باسم جامع الملك فيصل في نواكشوط، الذي يُعد أحد أهم المعالم الدينية في البلاد. هذه التسمية ليست مجرد تكريم، بل هي اعتراف بالدور الكبير الذي لعبته السعودية في دعم الثقافة الإسلامية في موريتانيا. إضافة إلى ذلك، توجد العديد من الشوارع والمدن التي تحمل أسماء رموز سعودية ومن أوضح الأمثلة على ذلك تسمية مقاطعتين من مقاطعات العاصمة التسع بمعلمين بارزين في السعودية (عرفات والرياض) تقديراً للدور القيادي الذي لعبته المملكة في تعزيز العلاقات الأخوية.
وليس هذا العمل غريبا على المملكة فللمملكة دور ريادي في تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث تشير الأرقام إلى تخريج عشرات آلاف الحفاظ سنويا بإشراف جمعيات تحفيظ القران الكريم المنتشرة في المملكة بالإضافة إلى مئات آلاف الطلاب الذين يتابعون دراساتهم في الحلقات القرآنية والدينية المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد.
هذه الحلقات ليست مقتصرة على الأطفال والشباب فقط، بل تشمل كل فئات المجتمع، مما يعكس اهتمام المملكة الكبير بتعليم الدين الإسلامي الصحيح ونشر تعاليمه السمحة.
إن تنظيم مثل هذه المسابقات الدولية في موريتانيا، وبرعاية سعودية كاملة، يعزز من العلاقات الثقافية والدينية بين البلدين، ويُرسخ قيم التعاون والتآخي الإسلامي ويقدم خدمات جليلة لصالح ربط الغرب الإسلامي بعمقه ومركزه الروحي الشرقي .