في إطار سعي الدولة لتحسين جودة التكوين المهني وربطه بمتطلبات سوق العمل، تم اعتماد نظام التكوين بالتناوب الذي يجمع بين التعليم النظري والتدريب الميداني. ومع ذلك، أظهرت التجارب السابقة بعض التحديات التي حالت دون تحقيق الفعالية المطلوبة.
أهمية التكوين بالتناوب:
يُعتبر التكوين بالتناوب وسيلة فعالة لتزويد المتدربين بالمهارات العملية والمعارف النظرية، مما يساعد في تأهيلهم لسوق العمل بقدرة تنافسية عالية.
الأخطاء التي رافقت تطبيق التكوين بالتناوب :
غياب عقود شراكة ملزمة :
أدى غياب عقود الشراكة الواضحة والملزمة بين الجهات التعليمية والقطاعات العامة والخاصة إلى عدم توفر التدريب العملي اللازم لاستقبال المتدربين.
ضعف المتابعة والإشراف :
عدم متابعة التدريب بشكل كافٍ داخل المؤسسات أدى إلى تفاوت في جودة التكوين وعدم استغلال فترة التدريب بشكل فعّال، كما أن المؤسسات لم تأخذ العملية التكوينية محمل الجد، فمعظم المؤسسات لا تسمح للمتدرب عندها من إمكانية التطبيق العملي داخل المؤسسات، مما يفقد الطالب الثقة في المؤسسة بشكل خاص والتكوين المهني بشكل عام.
توصيات لوضع إستراتيجية فعالة :
توقيع عقود شراكة ملزمة :
ينبغي على الجهات المعنية إبرام عقود شراكات واضحة ومحددة مع المؤسسات العامة والخاصة لضمان التزامها باستقبال وتدريب المتدربين وفق معايير متفق عليها، كما أن العقود لا بد أن تتضمن إغراءات لمن يلتزم من المؤسسات بالعقود الموقعة، كما يجب أن تكون الغرامات المالية واردة على من لا يلتزم.
تعزيز المتابعة والإشراف :
يجب تخصيص فرق إشراف متخصصة لمتابعة التدريب داخل المؤسسات من طرف المعهد الوطني لترقية التكوين التقني والمهني من ناحية ومن طرف وزارة الوظيفة العمومية من ناحية ثانية، لضمان توفير بيئة تدريبية تتيح للمتدربين الاستفادة القصوى من فترة التكوين العمل، مع وضعهم في ظروف تسمح لهم بالزيارة المفاجئة مدة المتابعة للطالب أثناء التدريب، عدد الزيارات لا يمكن أن يقل عن زيارة كل شهر على الأقل.
تقييم الأداء بانتظام :
إجراء تقييم دوري لمدى تقدم المتدربين وكفاءة برامج التدريب بالتنسيق مع الجهات الشريكة، وجعل المؤسسات التي تمنح الطالب التدريب المطلوب تحظى باستفادات معتبرة.
إن تطوير نظام التكوين بالتناوب لا يقتصر على توفير فرص التدريب فحسب، بل يتطلب وضع آليات تنظيمية وإدارية تضمن التزام المؤسسات بشروط التدريب وفعالية متابعة المتدربين. من خلال تصحيح الأخطاء السابقة وتفعيل التعاون بين القطاعات، يمكن تحقيق أهداف التكوين المهني بنجاح.
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
أحمدو سيدي محمد الكصري
أستاذ مكتباتية وقابلية التشغيل
خبير وطني في التوجيه المهني
منهجي في مجال هندسة التكوين