يشارك رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، في أبوظبي، بدعوة من اخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، في احتفالات عيد الاتحاد ال 53 لدولة الإمارات العربية المتحدة .
وتعكس مشاركة رئيس الجمهورية في احتفالات الإتحاد بدولة الإمارات العربية المتحدة عن مستوى متميز وخصوصية و قوة في العلاقات المتجذرة بين البلدين والشعبين الشقيقين كما تحمل دلالات عدة ودوافع موضوعية تتعلق بعمق وحجم التعاون بين البلدين في كل المجالات .
عقود مضت يوم وضع زايد الخير لبنة مفصلية لهذه العلاقات خلال استقباله سنة 1973 المرحوم حمدي ولد مكناس وزير خارجية موريتانيا في ذلك الوقت ، تمهيدا لزيارة ابو الدولة الموريتانية المختار ولد داداه- رحمه الله لابوظي ، في أبريل سنة 1974 .
واقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين بصورة رسمية عام 1973 , بافتتاح موريتانيا سفارتها في أبوظبي.
ودفعت الزيارة التاريخية التي أداها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لموريتانيا أغسطس 1974 ، بالتعاون ليشمل كافة المجالات بين البلدين والشعبين الشقيقين ،بتمويل إماراتي سخي لمشاريع تنموية هامة في موريتانيا ، كما تم تبادل الخبرات وتعزز التعاون بالبعثات التعليمية وتولى القضاة الموريتايين المناصب الشرعية العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعتبر العلاقات الموريتانية الإماراتية بأنها تاريخية متينة تستند إلى وشائج قوية وهو مايفسره المستوى الاستراتيجي لهذه العلاقات الذي يجسده التطابق التام في المواقف من قضايا المنطقة .
ويربط البلدين تعاون في عديد المجالات تترجمه هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس غزواني للإمارات.
وتطورت هذه العلاقات في تبادل نشط لزيارات لكبار المسؤولين وتوقيع اتفاقيات هامة من بينها :
تشجيع الإستثمار, ومنع الازدواج الضريبي ، إضافة إلى اتفاقيات في مجالات حيوية كالدفاع والصحة والتربية والثقافة والدعم الاقتصادي والمالي والطاقة وتعد محطة الشيخ زايد للطاقة في موريتانيا اكير مشروع من نوعه في المنطقة وهي هبة مجانية للشعب الموريتاني.
وقامت دولة الإمارات من جديد بتوسعة وتأهيل وتجهيز مستشفى الشيخ زايد في نواكشوط وبناء مركز الشيخة فاطمة المبارك للامومة والطفولة بنفس المستشفى.
كما شيدت الإمارات في نواكشوط " كلية الشيخ محمد بن زايد للدفاع " الفريدة من نوعها في شبه المنطقة لتكوين وتحضير الضباط الساميين من القوات المسلحة لمجموعة دول الساحل لشغل وظائف قيادية عليا.
وساهمت المؤسسات الاقتصادية والخيرية الإماراتية خاصة مؤسسة زايد الخيرية وصندوق أبوظبي للتنمية في انجاز الكثير من المشاريع من خلال تقديم قروض ميسرة ومنح ومساعدات سخية والتدخل في الحالات الإنسانية الطائرة.
وقام الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد بن سلطان الخيرية في السنوات الأخيرة بانشطة إنسانية وخيرية معتبرة في موريتانيا.
ومن الجهود الإماراتية لدعم موريتانيا المساهمة من خلال قرض ب 110ملايين دولار من صندوق أبوظبي للتنمية ، لبناء الطريق الاستراتيجي الذي يربط بين بعض المدن الشرقية الموريتانية وصولا إلى الحدود المشتركة مع جمهورية مالي المجاورة.
كما تحتضن نواكشوط سنويا المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم ، المنظم من قبل منتدى أبوظبي للسلم والذي يعكس جانبا آخر للتعاون والتنسيق بين البلدين في مجال نشر قيم الوسطية والتسامح.
ويتواجد داخل دولة الإمارات اكثر من ستة آلاف مواطن موريتاني ، يعملون أساتذة وقضاة وأئمة ومفتين وإعلاميين ورجال شرطة وتجارا وفي مجالات متعددة أخرى، فيما بلغ عدد الزائرين السنة الماضية لوحدها حوالي 5251 زائرا.
هذه كلها مؤشرات صادقة على إرادة جادة في تطوير علاقات البلدين التي تنطلق من مشتركات علمية وثقافية .
إنها علاقات ولدت لتبقى وتتميز بتطور مستمر وينتظر أن تشمل في المستقبل القريب في ظل التنسيق العسكري والامني بين البلدين وتطابق رؤيتيهما لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بحكم موقع موريتانيا خاصة مع توفرها على استثمارات واعدة في مجالات الزراعة والنقل والطاقة والسياحة وهو ماسيعزز التكامل والتعاون الذي تطمح إليه قيادة البلدين وشعبيهما الشقيقين .
عبدالله ولد محمدو ولد بيه