موضوع اكتشاف المواهب في الدول النامية يُعتبر من القضايا المحورية التي تؤثر على التنمية والابتكار في المجتمعات، إن ندرة اكتشاف المواهب تعود إلى عدة عوامل مترابطة، من بينها :
1- غياب المعايير الموضوعية للتقييم : في كثير من الأحيان، يتم اختيار الأشخاص بناءً على الولاءات الشخصية أو المعايير غير المهنية بدلاً من الكفاءة والموهبة، هذا يجعل المواهب الحقيقية تُهمّش أو تُدفن.
2- ضعف الثقافة المؤسسية : المؤسسات التي تُدار من قبل مسؤولين يفتقرون إلى رؤية واضحة أو خبرة كافية في تطوير الآخرين غالباً ما تكون بيئة غير محفزة للمواهب الجديدة.
3- الخوف من المنافسة : بعض المسؤولين الذين يفتقرون إلى المواهب قد يشعرون بالتهديد من المواهب الصاعدة، وبالتالي يعملون على تهميشها لمنع ظهورها وإبقاء السيطرة بأيديهم.
4- انعدام الأنظمة الداعمة : في الدول النامية، هناك نقص في البُنى التحتية والآليات التي تتيح التعرف على المواهب وتطويرها، مثل برامج التوجيه أو التدريب الفعّال.
5- النظرة التقليدية للقيادة : يرى بعض المسؤولين أن القيادة تعني السيطرة المطلقة بدلاً من تمكين الآخرين. وهذا يُعيق بناء فرق عمل قوية ومبدعة.
الحلول المقترحة
- تعزيز ثقافة القيادة التحفيزية: يحتاج المسؤولون إلى تدريب على كيفية اكتشاف المواهب وتحفيزها بدلاً من تهميشها.
- وضع معايير شفافة لاختيار الكفاءات: من الضروري تبني معايير واضحة لتقييم الأفراد بناءً على مهاراتهم وليس علاقاتهم.
- تفعيل برامج اكتشاف المواهب: يجب على المؤسسات تبني برامج مخصصة للبحث عن المواهب وتنميتها منذ المراحل المبكرة.
- محاسبة المسؤولين المقصرين: تعزيز الشفافية والمساءلة يمكن أن يقلل من تهميش المواهب بسبب سوء الإدارة أو المصالح الشخصية.
إن خلق بيئة داعمة للمواهب مسؤولية مشتركة بين القادة والمؤسسات والمجتمع ككل، وهي خطوة أساسية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة، كما أن أي مسؤول لا يكتشف المواهب التي توجد في مؤسسته فهو لا يستحق أن يتحمل المسؤولية.
كان الله في عون الجميع
أحمدو سيدي محمد الكصري
خبير وطني في التوجيه المهني