
انطلاقا من معرفتي الدقيقة بالحقل الصحفي يمينه ويساره وما بينهما، قناعتي ان الصحافة المستقلة في مورتانيا لا مثيل لها في العالم بأكمله، فهي تنقسم إلى:
1- أميون يديرون مؤسسات إعلامية إلكترونية أو صحف يعود لها الفضل في تكوين وتشغيل معظم من يدعون "اتصوحيف" اليوم، وهو خلل بنيوي لايستقيم، وقطعا اهلو ماهم مهنيين نظرا لتأثير سياسات التحرير عند أؤلئك الملاك الأميين.
2- أميون متقاعدون أو فشلوا في مؤسساتهم الأصلية وفضلو تقديم خدمات للأجهزة الأمنية إبان أزمة عابرة، أو جس نبض للشارع، أو ضحض شائعة أو إشاعة معلومة لصالح تلك الأجهزة، وحين تنتهي المهمة تختفي تلك القنوات المشغلة وتصبح الأداة جاهزة لمن يدفع أكثر ليعيد تشغيلها من جديد، سواء كان محليا أو دوليا لايهم، لكنها هي الأخرى تعمل بكوادر بشرية تدربت على عدم المهنية، بل انخفاض منسوب الوطنية، بسبب تخلي الجهات الرسمية او شبه الرسمية عن التأطير والتوجيه.
3- شباب غير متخصصين حاولوا بكل ما اوتو من قوة ان يصنعوا الفرق وآمنو بكل ما تعلموه في المدارس والجامعات عن مهنة الصحافة، لكنهم اصطدموا بصخرة الواقع الأليم، وأصبحوا رهينة التناقض الفاضح، ضمير متشبث بالمهنية، و"امراجنهم كاعدين" من كلت المهنية بل والتبعية العمياء للأميين والأمنيين وتنفيذ كل مشاريعهم التخريبية والعميلة أحيانا، لكنهم مضطرين لتطبيق نظرية الجمهور "عاوز كده" و"امع ذ" مصرين على حمل مشعل التنقية والتمهين والكلام الفارغ.
4- متخصصون في المجال بشهادات عليا فشلوا في تطبيق ما تعلمو واصبحوا رهينة تعيينات رسمية او اتنكفير بيه لاتسمن ولاتغني، مشروطة بالتخلي عن طعم ورائحة المهنية بل وحتى الإستقلالية والكينونة الشخصية باط.
5- جيش من المعلمين والأساتذة أول بند طبقوه من كلت المهنية والإستفزاز والفساد هو وضعية تفريغهم من أماكن عملهم واحتفاظهم برواتبهم وحوافزها، وذي الفئة هي رأس الخراب الثالث عل الحقل بعد الأميين والأمنيين بل وأخطر، لأنها توظف قربها من المخزن والخزينة كقوة مثقفة قادرة على التأثير والإقناع بالباطل.
6- هواة للمهنة نحتوا الصخر لتعلم أسلوب كل من سبقوهم في المهنة وممارسة أساليبهم في "اتمعييش" مع فرق شاسع في القيمة المادية والمعنوية، بل إن الفئات الآنفة الذكر تتفق على بغضهم وحسدهم من أي علاقة مع مسؤول أو استفادة من أي نوع إلا عن طريقهم، بالرغم من اجتهادهم في ماهو متاح من أصول المهنة، مما شكل صراعا كان صامتا لكنه بدأ يطفوا على السطح.
الخلاصة: عن موريتانيا بلاصحافة،
بلا مجتمع مدني، بلا محامين ولا أطباء أو مهندسين ولاحتى سياسين، مده فجزيرة مقطوعة عن العالم لاتؤثر ولاتتأثر، وشعب منحوس بلاكرامة ومغلوب على امره.
مده اتبرد اعلينه يخوتي ادحستونه بالظواهر الصوتية التي تقول ما لاتفعل وإتنعت إلما تحلب.
والسلام كال لفكاك
الشيخ سيد محمد المهدي بوجرانه