الناها بنت الشيخ سيديا: كفاءة شابة وموقف نابع من الوطنية/عبدو أحمدسالم

__________

في سياق التحولات السياسية التي تشهدها بلادنا، برزت الناها بنت الشيخ سيديا كأحد أبرز الوجوه النسائية الشابة التي أثبتت جدارتها داخل دوائر القرار، وذلك لما تتمتع به من كفاءة عالية، ورؤية متزنة، وموقف وطني صريح. 

نعم، لم تأتِ هذه المكانة التي احتلتها الشابة من فراغ، بل تأسست على مسار مهني ناجح، وتجربة حكومية محترمة حين تولت وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، حيث أظهرت قدرتها على تحمل المسؤولية، ومقاربة عملية للقضايا الاجتماعية، دون ضجيج ولا استعراض.

فمنذ دخولها المشهد العمومي، عُرفت معالي الوزيرة بخطاب عقلاني، وولاء صادق للدولة، وانسجام كامل مع المشروع الوطني الذي يقوده فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو ما جعلها اليوم، تحظى بثقة دائمة وتقدير واسع من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية.

لقد تميز حضورها السياسي بنوع من النضج، حيث استطاعت أن التوفق بين متطلبات المسؤولية وحدود التوازن السياسي، متجنبة أساليب المزايدة أو الاصطفاف العدائي، وهو ما جعل منها نموذجا يحظى بالاحترام داخل الحكومة وخارجها. فقد كانت تنتمي لمدرسة الأداء الهادئ والفعال، وهو النمط الذي تحتاجه الساحة السياسية اليوم أكثر من أي وقت مضى.

أما بخصوص وجهة نظرها المتعلقة بقطاع الدرك الوطني التي عبرت عنها مؤخرا، فهو رأي وطني مشروع، لا يتعدى كونه تعبيرا عن الغيرة على الوطن، والرغبة في تقييم المسار من داخل الصف، لا من خارجه. ومحاولة توظيف هذا الموقف لتشويه صورتها أو النيل من رصيدها، هو فعل مقصود للنيل من شخصية سياسية مسؤولة، أثبتت حضورها بجدارة، وأكدت أنها من طينة من يضيفون لا من يستهلكون.

الناها بنت الشيخ سيديا ليست بحاجة إلى تبرير، فهي من الأسماء التي فرضت احترامها بأدائها، وصمتها، ومواقفها. ودعمها اليوم ليس موقفا ظرفيا، بل تأكيد على أهمية تمكين الكفاءات الوطنية الصادقة، وخاصة من فئة الشباب والنساء، ممن يصونون الثقة، ويحملون الوطن في وجدانهم قبل أي اعتبار آخر.

إن تجربة الناها بنت الشيخ سيديا في المسؤولية العمومية تظل محطة يُمكن البناء عليها في تقييم أداء الشباب داخل الدولة، وخصوصًا النساء اللواتي أثبتن أن الكفاءة لا ترتبط بالعمر ولا بالنوع، بل بالإرادة والصدق والعمل المتقن. لقد قدمت نموذجا يُحتذى في الجدية والانضباط، وأسهمت في تطوير الأداء المؤسساتي داخل قطاع حساس، وخدمت وطنها بمهنية واحترام، وهو ما يستحق الإشادة والتقدير، بعيدا عن كل محاولات التقزيم أو التشويش.

عبدو أحمدسالم 

جمعة, 09/05/2025 - 17:52