تطبيق هويتي  بين التضليل والتهويل. د. محمد الحسن اعبيدي

 
مع بداية هذا الأسبوع احتجت لتجديد بطاقتي الوطنية لإتمام معاملة إدارية لا تحتمل التأجيل فاحترت في أمري.وحق لي أن أحتار لضغط المهنة وتعدد الالتزامات فترة الدوام. 
ومن الصعب اقتطاع جزء من وقت هذا أو ذاك و التغيب عن طلاب وهم في الفصل الأخير من العام الدراسي  وما يتطلبه  من فروض وعروض وتقارير بحثية متوجة لنهاية التكوين. 
و بين هذا وذاك رنين مهاتف يسأل عن إجراء بملف جديد أو زمني. 
فلما رآني المختار محتارا وقد انتبذت  مكانا قصيا من الدار  منقطعا عن الصغار  و فضوليي الزوار. 
بادرني و منه يحمد البدار  بالقول  ناولني هاتفك وسأريك تطبيقا فيه سينجز لك مهمتك في مجلسك  ولا يكلفك غير الاعتدال في هيئتك وتركيز نظراتك مصغيا  لتوجيهات الصوت الآلي .
فقبلت العرض و جلست أمامه  وكأن على  رأسي الطير مطرقا للصوت  المسجل  وتعليماته الصارمة من نحو  : التفت يمينا يسارا ارفع رأسك والوجه خارج الدائرة فتفشل المحاولة فأعيد الكرة فينقلب السعي خاسرا والسأمة تكاد تفقدني الأمل لولا إصرار الطفل على الاستمرار  إلى أن  استمعت أخيرا لصوت المرشد الآلي آمرا لي  . اقترب.، التقط صورة موذنا بنجاح المهمة وهو نجاح يحسبه الظمآن ماء حتى إذا ما حاول جني ثمرته على أرض الواقع وجده مجرد تضليل وتهويل وتحايل  رقمي مقنن،  يوهم الطالب لأوراق الحالة المدنية أن بإمكانه اقتصاد الوقت والمال  وتجنب زحمة المكاتب وسآمة الانتظار عند باب إداري قد لا يكون مزاجه معتدلا فلا يجد منه المراجع غير الطرد أو التسويف أو اختلاق الأعذار بأعطاب الشبكة أو انقطاع البث أو غير ذلك من الأعذار الجاهزة التي هي تجل من تجليات الفساد الإداري و عرض من أعراضه و سبب من أسبابها حين لا يبقى أمام المراجع غير البحث عن وسيلة  غير مشروعة لاستخراج ورقة لإنجاز تعامل يحتاج السرعة .
وحتى  لا تتكرر المعاناة لغيري بأكذوبة رقمنة الوثائق وسرعة التعامل وتيسيير الإجراءات و غير ذلك من التطبيقات المضافة فقد عشت معها تجربة مريرة ضاع وقتي وجهدي و المعاملة التي توقف إنجازها على تجديد البطاقة الوطنية وترددت على إدارات الوثائق المؤمنة وداومت فتح التطبيق  وقراءة رسائله المكررة  " " " تم الدفع مسبقا في انتظار التأكيد ".دون أن أحظى بطاقتي  أو أجد  تفسيرا  مقنعا لهذا التأخير سوى إشعارات متباعدة متفقة في محمولاتها ومضامينها " خلفية الصورة غير واضحة". اعدها فأعيد ويتكرر الجواب. 
و ما زلت أنتظر الجواب من مدير الوثائق المؤمنة و رؤساء مصالحه والتعويض عن الأضرار المعنوية والمادية.

جمعة, 16/05/2025 - 20:41

إعلانات