الدكتور مولاي ولد محمد لغظف… عقل الحملة وروحها الهادئة

____________

وسط المعركة الدبلوماسية الرفيعة التي خاضتها بلادنا لنيل ثقة إفريقيا والمجتمع الدولي في ترشيح الدكتور سيدي ولد التاه لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية، كان هناك رجل يُمسك بخيوط العمل بحنكة وصمت، يتحرك بخبرة رجل دولة، وبأناة من يعرف خريطة العلاقات الإفريقية والدولية عن ظهر قلب. إنه معالي الوزير الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، أحد أبرز رجالات الفريق الذي عيّنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لقيادة هذه المعركة النبيلة باسم موريتانيا.

منذ لحظة تكليفه، انطلق مولاي في أداء مهمته بسلاسة وفاعلية، واضعا كل ما يملك من خبرة وعلاقات واتصالات في خدمة هذا الهدف الوطني الكبير. لم يكن الأمر مجرد دعم تقني أو تشريف رمزي، بل كان انخراطا ميدانيا حقيقيا في كل تفاصيل الحملة، داخليا وخارجيا، رسميا وشعبيا، دبلوماسيا وسياسيا.

الدكتور مولاي ليس غريبا على مثل هذه المهام، فقد خبر مفاصل الدولة لعقود، وأدار ملفات التعاون مع الشركاء الأوروبيين والأفارقة على مدى سنوات، مما جعله يمتلك رصيدا استثنائيا من العلاقات والمصداقية. وقد سخّر هذا الرصيد اليوم لصالح ترشيح موريتانيا، متجاوزا الحسابات الضيقة، ومستحضرا فقط المصلحة العليا للبلد.

وقد أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن اسم مولاي فتح الأبواب المغلقة، وأن حضوره في كواليس التحركات الإقليمية والدولية شكّل عامل طمأنة وثقة لدى العديد من الفاعلين والشركاء، نظرا لما يتمتع به من تقدير واسع ومصداقية كبيرة لدى صنّاع القرار في إفريقيا وأوروبا.

إن اختيار فخامة الرئيس لمولاي ضمن طاقم حملة الدكتور سيدي لم يكن عبثا، بل هو تعبير عن رؤية استراتيجية تدرك أن معارك الدبلوماسية المعاصرة تحتاج إلى رجال بوزن الدولة، لا إلى مجرّد شعارات. ومولاي كان، بحق، في مستوى هذه الثقة، ومكّنا – بجهده وخبرته – من تحقيق مكاسب سياسية ومعنوية هامة خلال هذه الحملة.

وفي الختام، نبارك لموريتانيا، حكومةً وشعبًا، هذا النجاح الدبلوماسي البارز، الذي يعكس المكانة المتنامية لبلادنا على الساحة الإفريقية والدولية. لقد جاءت هذه الثقة الدولية في مرشح موريتانيا لترأس مؤسسة مالية كبرى بحجم البنك الإفريقي للتنمية، لتتوج دينامية الانفتاح والتأثير الإيجابي الذي طبع السياسة الخارجية لبلادنا، خاصة بعد رئاسة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للاتحاد الإفريقي. إن ما تحقق ليس انتصارًا لشخص، بل هو مكسب وطني يعزز صورة موريتانيا كدولة قادرة على الحضور والمنافسة، ويؤكد أن المسار الذي تسلكه الدبلوماسية الموريتانية هو مسار ثقة ونجاح.

خميس, 29/05/2025 - 21:23