لقد أبانت حلقة “الوطنية” البارحة حول الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع عورات كان بودي لو تم سترها قبل أن تثير ضغائن وأحقاد ظلت مستورة لعقود من الزمن بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني ، من عرب وزنوج ، ومن تلك العورات :
1 ـ العنصرية التي ارتفع مؤشرها البارحة حتى كاد مقياسها أن يتفجر من هول التصريحات المتبادلة ، ومن كل الأطراف بلا استثناء.
2 ـ المعلومات المغلوطة حول أصول مجتمع البيظان وجدلية الانتماء البربري والعربي والزنجي.
3 ـ الإدارة السيئة للحوار ، والاختيار الأسوأ للضيوف.
4 ـ تجاهل إيجابيات نظام ولد الطايع والتركيز على شيطنة ذلك العهد ونبز أهله بأقسى عبارات التجريح والانتقاد.
5 ـ اختيار ضيوف من طراز خاص ـ عن قصد ـ لتوجيه رسائل مفخخة للرأي العام وللمجتمع بغية استفزازه وخلق بيئة مواتية لتنامي المد العنصري ــ اللا وطني ــ الذي بدأت جهات تتبناه وبأجندة أصبحت مفضوحة لزرع الفتنة والترويج لدعوى الجاهلية.
لأكتشف أن الحوار قد خرج عن نطاق السيطرة وبدأ يتجه نحو دق آخر مسمار في نعش الوحدة الوطنية وإمكانية التعايش السلمي بين مختلف مكونات هذا الشعب المسلم والمسالم.
وأعتقد ان هذا النهج لن يخدم أحدا ولن يجعل احد الأطراف يخفض الجناح للآخر أو يقبل به ، فقط الحوار الهادئ والبناء بين النخبة التي تزن كلامها وتدرك أن العبارة تحسن وتخشن وبأن الانفعال وتصفية الحسابات القديمة ونكأ الجراح والتفاني في خدمة الحركة أو الحزب أو الجهة أو العرق أو القبيلة لن يخدم مستقبل التعايش بين مختلف فئات الشعب الموريتاني.