بعد أن توصلنا بردود فعل واسعة على مقالات الكاتب الموهوب سيدعلي بلعمش..انتقادات البعض ووصف البعض لها بالشخصنة وتساؤل البعض الآخر عن مصير الكاتب بعد تلقيه تهديدات عنيفة وصلت حدَ التهديد بالقتل، قررنا إجراء مقابلة شاملة مع الكاتب حول كل المواضيع المتعلقة به وحول مواضيع الساعة..تحدث ولد بلعمش وبسط آراءه بصراحته المعهودة مؤكدا أنه لا يعادي أحدا في هذا البلد مثنيا على أحمد ولد داداه الذي يعتقد البعض أنه عدوه اللدود، موجها له ولولد مولود وللمعارضة الدعوة لدعم النقيب ولد بوحبيني في الانتخابات الرئاسية..
حاوره: عبد الله محمدالفتح
ـ الزمان : السلام عليكم .. ـ سيدي علي بلعمش : عليكم بالسلام و رحمة الله ، أهلا بك
ـ الزمان : شكرا على قبول هذه المقابلة، التي نريدها كاشفة لرؤيتكم و مواقفكم من أشياء كثيرة في البلد.
ـ سيدي علي بلعمش : أهلا بكم
ـ الزمان : ماذا حصل مما يحكى عن قصة مغادرتكم البلد بسبب التهديد ؟ ـ سيدي علي بلعمش : هناك لغط كثير ، لست معنيا بالرد عليه ، أما بخصوص ما ذكره الأديب و الكاتب عبدالله ولد بونه ، فهو أساسا من يسأل عنه لأنه كان يعمل مع مجموعات في الخارج على القضية و هم من أخذوا المبادرة مشكورين و قد كانوا رائعين و خدومين و مستعدين لتقديم أي خدمات ..
ـ الزمان : و هل كانت التهديدات جادة و خطيرة إلى هذا الحد؟
ـ سيدي علي بلعمش : نعم و لا : فلو كنت في بلد تحمي فيه الدولة كرامة الإنسان لما فكرت دقيقة واحدة في أي شيء من هذا و لما فكر فيه أيضا من ينوونه و لديهم كل الوسائل المتمدنة و الحضرية لصيانة سمعتهم و كرامتهم، لكننا مع الأسف في بلد لا كرامة للإنسان فيه و لا يعلو فيه صوت فوق صوت المحسوبية و القرابة و الرشوة ..
بلد تقوم فيه مجموعة بالاعتداء الجسدي على نائب برلماني في بيته و تعترف أمام الأمن و القضاء بأنها كانت تنوي قتله (و القضية مطروحة الآن أمام القضاء) و بعد أسابيع من توقيف الجناة يقوم وزير العدل سيدي ولد الزين بإصدار الأوامر إلى القضاة و الضغط عليهم لإطلاق سراحهم كما فعل مع رجل الأعمال الإسباني الذي تم سجنه قبل أيام و مصادرة ممتلكاته لصالح شركائه المحليين بعد أيام فقط من صدور حكم قضائي لصالحه ؟
لو حدث هذا في حقي لا قدر الله، لوجدت نفسي في مواجهة دولة و هو أمر لا قبل لي به سينتهي حتما بنهايتي : نعم لقد كنت خائفا جدا لكنني كنت أخاف من نفسي أكثر مما أخاف عليها، لأن الاعتداء علي كان واردا و ممكنا جدا بل أسهل من الممكن فأنا لست طارزان و لا تايسون و حين يحدث، سيكون علي إما أن أتنازل عن كرامتي و هذا أمر مستحيل (في بلد تتمنى فيه الأغلبية و المعارضة و رجال الأعمال (الفاسدة) و نقابة الصحفيين و رابطة الحلاقين و اتحاد الأدباء و قنوات فضاء العصابة و مشايخ المتاجرة بالدين و كتاب الزور و العرب و الزنوج و البربر و الإسلاميون و المنظمات التبشيرية و الخلايا اليهودية النائمة و اليقظة، أن يتشفوا في ) و إما أن أواجه طيش أفراد و ظلم دولة و هذه ليست معركتي من جهة و لا يمكن أن أنتصر فيها من أخرى إلا في بعد واحد لا أتمنى أن أكون السبب فيه في هذا البلد الهش الذي نتمنى أن يمن الله عليه بقيادة رشيدة و عاقلة و مسؤولة و متألمة مما يحدث فيه، متسلحة بالعلم و الأخلاق و النوايا الحسنة و مؤمنة بحق التعايش السلمي و حق الجميع في المساواة في الحقوق و الكرامة و الصفقات العمومية و الامتيازات .. نعم لقد هربت (كما يحلو للبعض أن يقول) مؤقتا ، لأنني كنت خائفا جدا. و "اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعة" ..
لقد غادرت مؤقتا لأنني كنت أخاف على نفسي و أخاف منها : أخاف عليها لأنني لا أريد أن أتعرض لأعمال قذرة أفهم جيدا كيف يتم تدبيرها في بلد بلا أمن و لا قضاء و أخاف منها لأن الظروف إذا فرضت على ـ لا قدر الله ـ الدخول في مثل هكذا صراع ، سأكون أقل من يحسب عواقبه . و ليست هذه معركتي . إن معركتي التي أضحي بكل شيء من أجلها بكل راحة بال ، مع هذه الأنظمة الظالمة التي تنهب خيرات بلدنا و تحتقرنا و تريد أن تلزمنا فوق هذا كله بالاعتراف بعدالة ظلمها ..