انواكشوط(شبكة المراقب) تجري هذه الايام التحضيرات لافتتاح السنة القضائية 2016 اسابيع قبل اختتامها وذالك منتصف الشهر القادم،حيث ستفتتح هذه المرة في قصر العدل بدل قصر المؤتمرات الذي شهد حفل افتتاح السنة الماضية،وهو ماأثار ردود فعل متباينة من الوسط القضائي باعتباران حفل السنة الماضية اتسم بالكثير من اهانة القضاء ،بعد اخضاع القضاة لاجراءات صارمة قبل دخول قصر المؤتمرات مثل تكديسهم داخل باصات عسكرية بدل السماح لهم باصطحاب سياراتهم هذا فضلا عن تنقل القضاء الى مكان آخرلايجوز إلا تبعا لاوامر قضائية.
المفارقة الاخرى هي ان حفل الافتتاح هذا يأتي شهرين قبل الاختتام نظرا الى انه جرت العادة عندنا ان تبدأ السنة القضائية 15 اكتوبر وان تختتم 15يوليو،كما يلاحظ ان المرفق يتعرض لتعطيل شبه كامل لمدة قد تصل الى نصف العام خصوصا الجانب المتعلق بالقضايا المدنية،فعندما يذهب القضاة في راحتهم السنوية التي تقدر ب45يوما فيغادر الفوج الاول ابتداءً من 15 يوليو اما الفوج الثاني فيبدأ المغادرة مباشرة بعد عودة الفوج الاول فاتح سبتمبروهو مايعني راحة ثلاثة اشهر يتوقف العمل فيها داخل المحاكم بنسبة 75في المئة كما ان نهاية العام وبالتحديد شهر دجمبر الذي يشهد انعقاد المجلس الاعلى للقضاء ففي هذا الشهر يرفض رؤساء المحاكم برمجة الجلسات تفاديا لتحرير الاحكام في حالة تحويلهم الى محاكم اخرى..فإي معنى واي مغزى لهذا الحفل الفاره في مظهره والتافه في دلالاته؟
فالعدالة بحاجة ماسة الى ماهو أهم من الخطابات الرنانة والاستعراضات الهشة ..فهي بحاجة الى الاستقلالية تماما كما هي بحاجة الى التقدير والوقار ..فهي اليوم تعاني اكثر من اي ذي وقت مضى ،وبالتالي نجدها طريحة الفراش في حالة موت سريري تنتظر رصاصة الرحمة من اي اتجاه.
حماده احمد