تأتي الحكومة الثالثة لفخامة رئيس الجمهورية بعد خطابات متكررة اتسمت في أغلبها بنقد الواقع وعدم الرضى عن أداء الآلية المباشرة لتدبير شؤون الدولة؛ آلا وهي الحكومة وأذرعها الإدارية.
ما إن عبر رئيس الجمهورية عن استيائه الشديد من ضعف أداء حكومته وبعدها من المواطن حتى استبشرنا خيرا في جدية تعاطيه مع الشعب وتهللت وجوهنا بشرا وسرورا ، لكن سرعان ما فوجئنا بإعادة الثقة في الوزير الأول محمد ولد بلال الذي قاد الحكومة بعد خلع الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ، ومر نصف المامورية ولم نر تقدما للعمل الحكومي رغم اسناد الأمر لل
والصلاة والسلام على النبي العربي الكريم وعلى الآل والصحب.
وبعد،
فهذه أولى سلسلة مقالات عن وضعية الطيران المدني الوطني، كنت قد ضمنت كثيرا من موضوعاتها المثارة تاليا في تقرير مفصل يشخص وضعية القطاع وأرسلته قبل أشهر عدة إلى السلطات المعنية ولم يحظ، لبالغ الأسف، بالاهتمام المنشود.
في كل إطلالة لفخامة الرئيس يكون الشعب على موعد مع منهج خلقي ثابت وإحاطة بشؤون الأمة جوهرا وتفصيلا متنا وهامشا...
أكد رئيس الجمهورية أكثر من مرة أنه لن يحمي مفسدا وأن ما لدى البلد من ثروات هو في أمس الحاجة لها ولن يكون من الممكن ترك العابثين يلعبون به...
وفي نفس الوقت لا مجال لتصفية الحسابات ولا ذهاب للعقوبة قبل ثبوت الجرم..
لقد أثلج صدري، كغيري من المواطنين البسطاء الغيورين على مستقبل بلدهم، مدى إدراك رئيس الجمهورية لحجم المعاناة وفساد القطاعات الحكومية والمزاجية التي يتم بها تسيير الشؤون العامة في مختلف الوزارات والدوائر الرسمية، وقرأت في قسمات وجهكم، وأنتم تهمون بإلقاء كلمتكم، في حفل تخرج دفعة استثنائية بالمدرسة الوطنية للإدارة، حالة من الغضب والاستياء بدت جلية قبل وب
خلال إشرافه على تخرج الدفعة الأكبر في تاريخ المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء؛ أبان فخامة رئيس الجمهورية عن منعطف جديد في الحياة العامة للبلد؛ وكشف عن اختلالات كبيرة في مفاصل الدولة، وضرب أمثلة حية ليست حصرية لكنها كانت نقاط استفحل فيها الخلل وطغى انتشاره،
نحن شعب لم نتعود المصارحة والمكاشفة إلي درجة أننا أصبحنا لا نتقبلها ، وبدل أن تكون مصدر قوة وأساسا سليما ، أصبح يفسرها البعض بأنها ضعفا ، ويقيم الدنيا ولايقعدها دفاعا عن تفكيره المنحط وموروثه الذي لم يتعود يوما من الأيام ، أن يصارح فيه نفسه أو أهله أو شعبه .
بعيدا عن الجدل الحالي الدائر حول فقر البلد من غناه ، وبعيدا عن التعصب والسفسطة ، يمكننا القول أن الإنسان الموريتاني البسيط في غنى عن بصر وبصيرة زرقاء اليمامة لكي يدرك أن أوضاع البلد الراهنة لا تبشر بخير على الأقل ، وقادته في مجال تسيير الشأن العام لا يسيرون مطلقا في الاتجاه الصحيح.
وهناك قول مأثور أن البصر للآفاق ، وأن البصيرة للأعماق .
تعالت الاصوات المستنكرة وأشتدت حملات التشويه شراسة وكأن الرئيس إرتكب خطأ لا يغتفر عندما وصف بلادنا بالفقيرة وقدم بعض الامثلة بصدق وعفوية في لقاء مع بعض جاليتنا في إسبانيا .
بغض النظر عن مفهوم النظام فى الأدبيات السياسية المعاصرة ، ودلالة هذا المصطلح فى التعاطي السياسي والتداول الإعلامي ، ومايشوبه من تناقض وتعارض يراوح بين صفة المدح وسمة القدح أحيانا ، إلا أنى سأضرب صفحا فى هذا المقال عن ذلك السجال ، وسأنخرط فى سياق الفهم الشائع والاستعمال الذائع لهذا المصطلح.